أرجأت الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية العسكرية الدائمة بتونس النظر في قضية الشهيد أحمد الورغي إلى موعد لاحق استجابة للطلب . حضر المتهم وهو نقيب بحالة سراح وذلك لمقاضاته من أجل القتل على وجه الخطإ.
وحضرت الأستاذة ليلى الحدّاد وقدمت مطلبا في القيام بالحق الشخصي وطلب التأخير لإعداد وسائل الدفاع. وحضرت مجموعة من أفراد عائلة الفقيد وقد انهارت والدة الشهيد التي لم تتمالك نفسها عند رؤيتها للمتهم واستنكرت إحالته بحالة سراح. يذكر أن الشهيد أحمد الورغي ذي ال 24 ربيعا قد استشهد يوم 16 جانفي 2011 على الساعة الخامسة والنصف مساء بعد أن باغتته رصاصة من عسكري بحي السيدة المنوبية غرب العاصمة وقد تم نقله إلى مستشفى شارل نيكول بالعاصمة.
جدت الواقعة زمن الانفلات الأمني وفي نطاق اللجان التي تكونت آنذاك لحماية المحلات والاحياء وقد كان الشهيد أحمد الورغي أحد العناصر المشاركة في التصدي للعصابات التي عمدت إلى ترويع السكان وفجأة شاهدوا شاحنة خفيفة من نوع «اسيزي» حمراء اللون كان على متنها أشخاص ولها صندوق مغلق من الخلف وقد مرت في اتجاه أحد الشوارع بالجهة ثم مالبثت أن عادت إلى نفس المنطقة وصادف أن حلت بالمكان شاحنة عسكرية الأمر الذي جعل شاحنة «الأسيزي» تختبئ وقد أعلموهم الأهالي بوجودها وبأن بها أفرادا مسلحين تعمدوا اطلاق النار عليهم وإذ بتلك السيارة تتوقف في شكل حاجز فوق الرصيف وشرع هؤلاء الأفراد المسلحون في إطلاق النار على السيارة العسكرية وقد نزل منها عسكري حاملا سلاحه الناري وأطلق النار في اتجاه الشاحنة وأصاب سائقها وأمكن لأعوان الجيش من السيطرة على الوضع والقبض على راكبي الشاحنة حينها توافد عدد من المتساكنين وتم تفريقهم وأصيب الشهيد بطلق ناري أرداه قتيلا.
ورغم إحالة المتهم على القضاء لمحاسبته إلا أن والدة الشهيد اعتبرت أن التهمة التي وجهت إليه لا تتناسب والافعال التي قام بها واستنكرت حسب قولها تباطؤ القضاء العسكري في المحاسبة ونشير إلى أن رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي يحمل دبوسا على صدره منقوشا عليه صورة الشهيد أحمد الورغي.