خطوة جديدة يقطعها اليوم الفلسطينيون على درب بناء دولتهم المستقلة بعد أن أعطاهم المجتمع الدولي صفة «الدولة الملاحظ». كانت الخطوة الأولى سنة 1974 لو تذكرون يوم وقف الراحل أبو عمار على منبر المنتظم الأممي مناديا ومحذرا «لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي!». سقط غصن الزيتون مرات عديدة لكن الفلسطينيين لم يقعوا ولم يتراجعوا ولم ييأسوا وها هو «الكيان» يصبح دولة والبقية آتية وكل آت قريب.
انتقال فلسطين من «كيان ملاحظ» إلى «دولة ملاحظ» بالأممالمتحدة لا يغيّر مبدئيا شيئا ماديا كبيرا على أرض الواقع حاليا هو مجرّد تغيير في التسمية أو هو يبدو كذلك.
لكنه شيء كبير إذا اعتبرنا قيمته القانونية والديبلوماسية إذ سيمكن الفلسطينيين من سلاح خطير يربك دولة الصهاينة ويقض مضجعهم. ذلك أن دولة فلسطين يمكنها اليوم بفضل وضعها الجديد ك«دولة ملاحظ في الأممالمتحدة» أن تنضم إلى عديد المنظمات والمؤسسات الدولية أهمها «محكمة الجنايات الدولية» و«محكمة العدل الدولية».. أي أن دولة فلسطين أصبح باستطاعتها أن تقاضي حكام تل أبيب بتهمة جرائم الحرب وجرائم ضد الانسانية وجرائم بناء المستوطنات.. وكل هذه الاحتمالات تُرعب إسرائيل التي انفردت إلى حد اليوم بحق الانتماء إلى هذه المنظمات والتنصل من كل جرائمها والظهور دائما بمظهر المعتدى عليه.. إنه نصر باهر يحقّقه اليوم الفلسطينيون، نصر يفتح الطريق إلى الدولة الفلسطينية المستقلة، نصر تكاد نشوته تنسينا أن أحفاد «أبو عمار» منقسمون، نصر بمذاق مرّ.