اختتم ظهر أمس في المكتبة الجهوية ببن عروس الملتقى الوطني للكتاب والمطالعة ببن عروس الذي نظمته جمعية أحباء المكتبة والكتاب ببن عروس بدعم من إدارة المطالعة العمومية والمندوبية الجهوية للثقافة. حضور الكتاب في الاعلام التونسي هو المحور الذي اختارته الهيئة العلمية للملتقى وقد تعددت المداخلات بين عرض التجارب والشهادات لعدد من المتهمين بقضايا المكتبات والصحفيين الثقافيين ومنتجي البرامج الثقافية والأدبية في الاذاعة والتلفزة، فرج شوشان وحسن بن عثمان وظافر ناجي وكمال الرياحي وعبد الله مالك القاسمي ويوسف سعيداني وإبراهيم الدرغوثي ومحمد بن رجب وعابد الشيحاوي وجلال الرويسي وعلي المرزوقي مدير المطالعة العمومية قدموا مداخلات حول حضور الكتاب في وسائل الاعلام وقد أبدى عدد من الكتاب والمكتبيين آراءهم حول حضور الكتاب في وسائل الاعلام وخاصة الاذاعة والتلفزة وقد كان هناك شبه اجماع على تراجع حضور الكتاب بعد ثورة 14 جانفي كما غابت الملاحق الثقافية المتخصصة يضاف إلى ذلك سوء تقديم البرامج الثقافية التي تغيب عنها الأريحية بما يقلص نسبة المشاهدة إلى جانب توقيت البث الذي يكون عادة متأخرا.
وفي شهادته قال حسن بن عثمان انه لا وجود لصحافة أدبية في تونس بسبب انعدام دور النشر التي تحظى بالمصداقية وغياب الناقد وغياب الملاحق الثقافية المتخصصة لذلك اعتبر بن عثمان انه من الطبيعي ان لا يوجد قارئ بل يندر الكتاب لأن من هب ودب يمكنه اليوم النشر طالما انه لا توجد دور نشر تحترم القارئ وتحترم الكاتب وتقدم بضاعة مغشوشة لا قيمة لها واعتبر بن عثمان انه لا وجود لنقاد في تونس وحتى توفيق بكار الذي يحظى بتقدير كبير فقد تمعش من المدونة المسعدية ولولاها لما كانت له أي قيمة وحتى النصوص التي طبل لها وهلل أول الثمانينات فشلت في الاستمرار وانتهى أصحابها قبل أن يبدؤوا.
أما الشاعر سوف عبيد فقد دعا في مداخلته إلى بناء جبهة واسعة للدفاع عن الثقافة التونسية التي اعتبرها مهددة بالتصحر الثقافي الذي يهدد تونس والقادم من بلدان الخليج التي يزعجها الضوء التونسي وتعمل على تخريب المنجزات التونسية، سوف عبيد نبه إلى ضرورة الحذر والانتباه حتى لا تتحول مكتباتنا وفضاءاتنا الثقافية إلى مجال لنشر ثقافة غريبة عنا رفضها رواد الاصلاح التونسي كما رفضها المجتمع التونسي المعروف بالوسطية والاعتدال.
هذا الملتقى هو المحطة الثانية التي تنظمها هذه الجمعية الناشئة التي تأسست قبل سنة ونصف وسيكون هذا الملتقى موعدا سنويا لقضايا الكتاب والمطالعة إلى جانب ذكرى الشاعر الطاهر الهمامي ونادي سينما الطفل واللقاءات مع الكتاب التونسيين.