أحيت جمعية المكتبة والكتاب ببن عروس ظهر الجمعة في المكتبة الجهوية ببن عروس الذكرى الثالثة لرحيل الشاعر الطاهر الهمامي. وتم تنظيم معرض بالمناسبة لاصدارات الشاعر كما قدمت عدة مداخلات وشهادات حول محطات الشاعر وانتاجاته.
بحضور مجموعة هامة من الأدباء والمهتمين بالكتاب أحيت جمعية أحباء المكتبة والكتاب ببن عروس الذكرى الثالثة لرحيل الشاعر والجامعي الطاهر الهمامي وهي المرّة الأولى التي يكون فيها الشّاعر محور لقاء أدبي إذ أنّه عاش حياته مقصيّا من أي نشاط ثقافي خارج الجامعة بسبب أفكاره ومواقفه.
البرنامج تضمّن معرضا لإصداراته المتعددّة شعرا وبحثا ومعرضا لمقالات صحفية صدرت عنه في صحف عربية تونسية ومواقف الكترونية كما قدّم الدكتور حسين العوري دراسة تطرّق خلالها الى أبرز المحطّات في مسيرة الشّاعر وقرأ الشّاعر توفيق بن سالم قصائد من مجموعة «الحصار».
العوري قال إنّ الطّاهر الهمامي شاعر استثنائي إذ لم يمنعه الحصار الذي كان مضروبا عليه من التواجد بكثافة في المشهد الشعري والجامعي فهو من مؤسسي حركة الطليعة وتحديدا جناحها الشعري «في غير العمودي والحر»واستحضر بعض قصائده التي كتبت معاناة العمال والفلاحين والقرى المهمشّة وهي القصائد التي مثّلت ثورة شعرية على الكتابة التقليدية مثل «شيّات» و«ارتي حلّوزي» و«ذبانة في دبّوزة» و«قطار القلعة الجرداء»لكنّ شعره عرف نقلة كبيرة منذ الثمانينات مع «صائفة الجمر» التي كانت مختلفة تماما في رؤيتها الشعرية عن «الحصار» و«الشمس طلعت كخبزة» وأصبح للطاهر الهمامي في شعره بعد قومي واضح في «أسكتي يا جراح» و«قتلتموني» و«مرثية البقر الضحوك» وهي المجموعات التي أرّخت لمجازر جنين وحصار واستعمار العراق والصومال.
كما تحدّث العوري عن التجربة النقدية واهتمامه بتقديم رؤية شعرية في «البيانات» وفي «حركة الطليعة» وفي أطروحته عن مفهوم الشعر عند الشعراء وخلال هذه السنوات من العطاء كان المرحوم الطّاهر الهمّامي مهتما بمتابعة الحالة الصحيّة لزوجته التي خلّف رحيلها في أجمل سنوات العمر فراغا كبيرا في حياة الطّاهر الهمامي.
شهادات
عدد من الكتّاب قدّموا شهادات عن الشّاعر الرّاحل مثل الروائي حسن نصر والباحث أحمد الطويلي والكاتب عابد الشيحاوي والشاعر صالح الطرابلسي... هذه الشهادات أجمعت على القيمة الشعرية والعلمية والانسانية للرّاحل وتعلّقه بالثورة إذ كان أكثر شاعر تونسي كتب للثورة منذ بداياته وقد كانت هاجسه الأساسي وقال حسن نصر إذا كان هناك شاعر تنبأ بالثورة فهو الطّاهر الهمامي بلا منازع.
المتدخّلون حيّوا مبادرة جمعية أحباء المكتبة والكتاب ببن عروس على ما قامت به في غياب هياكل أخرى لم تنتبه للقيمة الشعرية للطّاهر الهمامي ولم تحتف به بعد رحيله ولا في حياته واقترح المتدخلون مطالبة وزارة الثقافة بإصدار الأعمال الكاملة للطّاهر الهمامي وبعث ملتقى أدبي يحمل اسمه في المكتبة الجهوية ببن عروس. هذا الاقتراح قالت السيدة فتحية شعبان رئيسة الجمعية ومديرة المكتبة الجهوية ببن عروس بأنّه سوف ينجز بداية من العام القادم في ذكرى رحيله الرابعة خلال شهر ماي 2013 في إطار الأيّام الوطنية للمطالعة والمعلومات.
ويذكر أن هذا النشاط يندرج ضمن مساهمة جمعية أحباء المكتبة والكتاب ببن عروس في الأيّام الوطنية للمطالعة والمعلومات التي انطلقت يوم 23 أفريل واختتمت أمس السبت 12 ماي وتضمّن برنامجها مجموعة من الفقرات.