تم صباح امس تسليم رفات خمسة من شهداء 62 الذين تم إعدامهم بأمر من بورقيبة، وذلك بعد أن تمكنت اللجنة المكلفة من المحكمة العسكرية من العثور عليهم مدفونين في مقبرة جماعية بمنطقة «بير بورقبة»، وتم التعرف على رفاتهم عن طريق حمض(ADN). وجرى تسليم رفات كل من المرحوم «عبد العزيز الأدب العكرمي»، والمرحوم «الهادي القفصي»، والمرحوم «كبير المحرزي»، والمرحوم «صالح الحشاني»، والمرحوم أحمد الرحموني»، بالمستشفى العسكري بتونس، بحضور يقتصر على أهالي الشهداء الذين رفضوا استلام الرفات بتلك الطريقة التي اعتبروها «غاية في الاهانة» و«بدون موكب رسمي لتشييع رفاتهم يليق بمسيرة نضالهم وتضحياتهم، واحتجاجا على الغياب الكلي لأي جهة رسمية أو حكومية أو إعلامية»، مما اعتبروه «مواصلة في التهميش والتهرب من الاعتراف بحقيقة ما شهده التاريخ زمن بورقيبة»، على حد تعبير أهالي الشهداء.
كما قرر الأهالي إعداد عريضة جماعية ورفعها للمجلس التأسيسي والحكومة احتجاجا على عملية التسليم، وللمطالبة «بتشييع جثمانهم في مراسم رسمية ترد الاعتبار لهم كشهداء ناضلوا في سبيل تونس ولأهاليهم الذين انتظروا طيلة 50 سنة العثور على رفاتهم والتمكن من دفنهم».
ابنة الشهيد أحمد الرحموني أكدت لبناء نيوز أن أحد الذين حضروا تنفيذ حكم الإعدام هو الذي دلهم على مكان دفنهم، حيث تم العثور عليهم مكومين فوق بعضهم البعض في حفرة ضخمة بمنطقة عسكرية ببئر بورقبة والجثث الخمس السفلية هي الوحيدة التي تم العثور عليها من بين الجثث العشر الذين تم إعدامهم في نفس القضية.
في حين لم يتم العثور على رفات لخمسة آخرين من الذين اعدموا في نفس القضية ومن بينهم رفات المرحوم «الأزهر الشرايطي»، و«الحنيني»، و«الصادق بن سعيد»، و«عمر البنبلي» حيث أكدت اللجنة المشرفة على الحفر أنه رغم كل الحفريات التي تمت لم يتم العثور عليهم ومن الممكن أن تكون اختفت بفعل الانجراف الأرضي، في حين ذهب البعض إلى تفسير عدم العثور على رفاتهم بسبب «مادة الجير التي سكبها فوق جثثهم من أعدمهم حتى تتآكل في أسرع وقت ممكن «لأنه كان يخاف منهم –أي بورقيبة- وهم أموات كما كان يخاف منهم وهم أحياء» على حد تعبير ابن أخ المرحوم «عبد العزيز العكرمي».