أعلنت تنسيقية الحقيقة والعدالة لشهداء محاولة انقلاب ديسمبر 1962 خلال ندوة صحفية عقدت صبيحة أمس عن آخر المستجدات في عملية البحث عن الرفات... والتحاليل الجينية التي انطلقت قبل أشهر عبر لجنة عسكرية دائمة تعهدت بالملف كاملا. الأبحاث أسفرت عن كشف رفات خمسة شهداء من بين مجموع 10 شهداء تم اعدامهم فجر 24 جانفي 1963 وهم على التوالي: 1 صالح الحشاني (عسكري) 2 كبيّر المحرزي 3 الهادي القفصي (مدني) 4 أحمد الرحموني (مدني) 5 عبد العزيز العكرمي بينما مازال التحقيق متواصلا على أمل العثور على مقبرة الشهداء الخمسة المتبقين.. وهم على التوالي : 1 حبيب حنيني 2 صادق بن سعيد 3 عمر بنبلي 4 الحبيب بركية 5 لزهر الشرايطي القائد الأعلى لجيش التحرير التونسي. الندوة الصحفية ثم عقدها بحضور عائلات الشهداء ومجموعة المعدومين (العشرة)... وتحدث السيد خالد عبيد مستشار تاريخي والناطق الرسمي لتنسيقية الحقيقة والعدالة عن أطوار القضية التي تعود الى الحقبة البورقيبية حيث تم كشف المحاولة الانقلابية يوم 24 ديسمبر 1962 حيث كانت المحاكمة غير عادلة وغير انسانية. وأضاف السيد خالد: لقد وقع اعتبارهم خونة وتم تأليب الرأي العام ضدّهم. مجموعة 62 كانوا مناضلين ضد الاستعمار الفرنسي لم تتمكن فرنسا من قطع رؤوسهم فقطعها بورقيبة خاصة لزهر الشرايطي... ثم لم تسلّم جثامينهم الى عائلاتهم فالمظلمة كانت مستمرة انطلقت باعتقال أفراد من عائلاتهم ثم تعذيبهم وتواصلت المظلمة الى اليوم حين لم يعيدوا الرفات الى أصحابها فقضية (انقلاب 62) هي جراح ذاكرتنا الجماعية.
يواصل السيد خالد التحدث باسم المجموعة مشيرا الى كون عملية الاعدام تمت 24 جانفي 63. وانه اليوم نكون في الذكرى الخمسين لمحاولة الانقلاب وقريبا 24 جانفي 1963 ذكرى إعدامهم وأضاف السيد خالد بالقول: «لقد راسلت وزير الدفاع ضمن رسالة مفتوحة في 26 فيفري 2011 فيها تفاصيل المظلمة وحين تلقيت منه مكالمة بعد قراءته الرسالة أعتقد أني ابن لأحد الشهداء في المجموعة فقلت له «لا» بل كلهم آبائي ووعدني يومها بأن يقع الاهتمام بملف القضية وفعلا عمل الجيش في صمت وعملت اللجنة العسكرية الدائمة في صمت أكبر تحت إشراف وكيل جمهورية برتبة عقيد رغم وجود عديد الملفات وبعد جهد كبير أنا شخصيا شاهد عليه تم في سبتمبر الماضي الدخول في مرحلة إجراء مقارنة الحامض النووي وتحديد الجثث او هوية الرفات. وهذا كله طبعا تحت إشراف الطب الشرعي التونسي الرسمي وقد تم اقتناء أدوية معيّنة باهظة جدّا من الخارج لإتمام اجراءات الفحص.
تحديد 5 جثث
اللجنة العسكرية وبعد إحداث حفريات عثرت على القبر الجماعي حيث بينت التحاليل للرفات أنها تعود لخمس جثث وهي على التوالي الشهداء صالح حساني كبير المحرزي الهادي القفصي أحمد الرحموني وعبد العزيز العكرمي وطالبت تنسيقية العدالة والحقيقة اللجنة العسكرية الدائمة بإعادة الحفريات على أمل العثور على باقي الرفات. وتم تحديد موعد 24 جانفي القادم كموعد نهائي للعملية.
إعادة الاعتبار
وأكد الناطق باسم التنسيقية انه سيقع رد الاعتبار لمجموعة 62 ولمن تم تجريدهم من رتبهم العسكرية وأنه سيقع تشييعهم في جنازة عسكرية الى مقبرة الشهداء بالسيجومي.
لزهر الشرايطي الحاضر الغائب
وبخصوص القائد الأعلى لجيش التحرير التونسي أكد السيد خالد انه في حال لم يعثر على رفاته سيقع رفع البعض من التراب حيث تم دفن الشهداء قبل 50 عاما ودفنه من جديد في جنازة عسكرية رسمية لإعادة الاعتبار.
وأثناء اللقاء الصحفي تحدث عدد من أفراد المجموعة عن المعاناة التي عايشوها على مدى سنوات طويلة وتوارثوها جيلا بعد جيل ومايزال ملف القضية مفتوحا في انتظار العثور على رفات الشهداء الخمسة.