«باتريوت» أطلسية في مواجهة صواريخ «سكود» السورية هو المشهد العسكري المرتقب على أرض الشام حيث تسعى أنقرة إلى توريط الناتو في الحرب الدائرة فيما وجهت واشنطن تحذيرا شديد اللهجة لدمشق حول إمكانية استعمالها السلاح الكيمياوي حسب زعمها. اعلن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية أمس من «براغ» أنّ قيام الحلف الاطلسي بنشر صواريخ «باتريوت» على الحدود السورية تلبية لطلب تركيا سيتطّلب أسابيع عدة. نشر غير فوري
وأوضح ذات المسؤول الذي يرافق وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في جولتها الأوروبية أنه حتى لو وافق وزراء خارجية الأطلسي على هذا الأمر خلال اجتماعهم اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء في بروكسيل «فلن يكون هناك نشر فوري» لصواريخ باتريوت. واضاف المصدر نفسه بعيد وصول كلينتون إلى العاصمة التشيكية ان الولاياتالمتحدة «متفائلة بردّ إيجابي للحلف الاطلسي لمساعدة تركيا في تعزيز دفاعها الجوي»، لكن «هذا الأمر سيتطّلب على الأرجح أسابيع عدّة على الأقل».
وأفادت مصادر دبلوماسية أنّ وزراء خارجية الأطلسي سيتجاوبون مع طلب الحماية ضد هجمات جوّية الذي تقدّمت به أنقرة في 21 نوفمبر الفارط. وكانت المتحدّثة باسم «الاطلسي» وانا لونغيسكو قد قالت في وقت سابق إنّ ردّاً سيصدر «خلال الأيام المقبلة». وطالبت انقرة بنشر بطاريات مضادة للصواريخ بعد مقتل خمسة مدنيين في بلدة «اكجاكالي» الحدودية جرّاء سقوط قذائف أطلقت من سوريا في الثالث من اكتوبر المنصرم .
ولا تتمّثل مهمة صواريخ باتريوت من طراز «باك-3» التي تصنّعها مجموعة لوكيد مارتن الامريكية، في التصدي لتهديد مماثل بل لاعتراض صواريخ بالستية مثل سكود التي تملكها سوريا. وعندما تتمّ الموافقة على نشرها فان الدول الثلاث الأعضاء في الحلف الاطلسي التي تملك «باتريوت»، أيّ الولاياتالمتحدة وألمانيا وهولندا، ستقوم بالإجراءات اللازمة. كلينتون تتوعد
وفي سياق متصل بالتصعيد الدولي ضد سوريا , شددت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الامريكية مجددا انه من غير المقبول اطلاقا ان تقدم القوات النظامية السورية على استعمال السلاح الكيمياوي ضد المعارضة في البلاد. وقالت كلينتون عقب لقائها نظيرها التشيكي كارل شفارتسنبيرغ «ان هذا الأمر خط احمر بالنسبة للولايات المتحدة.. نحن نحذر مجددا نظام الاسد بان افعاله تستحق الادانة وان تصرفاته بحق شعبه مأساوية». وفق زعمها وتعبيرها.
واضافت «لن أحدد ما سنقوم به في حال حصلنا على اثباتات قوية بان نظام الاسد استخدم السلاح الكيمياوي ضد شعبه.. لكننا من المؤكد نخطط لاتخاذ اجراءات في هذه الحال». ويؤكد مراقبون ان سوريا تمتلك احدى اكبر الترسانات الكيمياوية في الشرق الاوسط.
وبحسب تقديرات البنتاغون فإن عملية السيطرة على الاسلحة الكيمياوية في سوريا تتطلب ما يقارب 75 ألف جنديا.
في المقابل, أكدت وزارة الخارجية السورية تعقيبا على تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية ان دمشق تؤكد مرارا وتكرارا بأنها لن تستخدم مثل هذه الأسلحة إن وجدت ضد شعبها تحت أي ظرف كان وهي تدافع عن شعبها وتكافح مع شعبها ضد الإرهاب المرتبط ب«القاعدة» والذي تدعمه دول معروفة وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة نفسها.