بدأت مجموعة من الخبراء العسكريين في تحديد الأماكن الجغرافية في تركيا التي من المقرر أن ينشر فيها الأطلسي منظومته الدفاعية الصاروخية فيما اعتبرت الأممالمتحدة أن القوة العسكرية عاجزة عن تسوية الأزمة السورية. قال أندرس فوغ راسموسن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أمس الثلاثاء إن الحلف سيتخذ القرار بنشر صواريخ «باتريوت» في تركيا على الحدود مع سوريا قريبا خلال أيام
وقال راسموسن في مقابلة مع قناة «إن.تي.في» التركية: «سيتخذ القرار خلال أيام وليس أسابيع. هناك بعض الإجراءات المعينة التي يجب تنفيذها». واعتبر الأمين العام لحلف الناتو أن نشر هذه الصواريخ على الحدود سيشكل عامل ردع مهم وسيساهم في تخفيض التوتر حسب قوله.
وتابع أن حلف الناتو يشاطر تركيا قلقها من تطورات الأوضاع في سوريا قائلا : «إن الحلفاء وأنا نفهم لماذا طلبت أنقرة نشر هذه الصواريخ». ولم يذكر الأمين العام للأطلسي أية مواعيد لتوريد ونشر الصواريخ في تركيا. وأكد أن صواريخ «باتريوت» سلاح دفاعي بحت ولا يمكن استخدامه لتحقيق أهداف أخرى، مضيفا أنه أكد هذا الأمر خلال مكالمة هاتفية أجراها الأسبوع الماضي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
6 بطاريات
بدورها, ذكرت وسائل إعلام تركية انه من المحتمل أن يتم نشر الصواريخ في محافظات على جنوب شرق تركيا مثل ديار بكر وأورفا ومالاتيا، موضحة أن ما لا يقل عن 6 بطاريات من صواريخ «باتريوت» سينشر هناك.
في هذه الأثناء, أعلنت هيئة الأركان التركية أن مجموعة مشتركة من خبراء «الناتو» وتركيا تعكف حاليا على استطلاع المناطق التركية على الحدود مع سوريا من أجل تحديد مواقع لنشر قواعد لصواريخ «باتريوت» على أساس الطلب الذي وجهته أنقرة إلى بروكسل.
وجدد الجيش التركي في بيان له الليلة قبل الماضية تأكيده أن مهمة صواريخ «باترويوت» ستكون دفاعية بحتة، مستبعدا بشكل قاطع استخدامها لشن أي هجوم أو فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا حسب تعبيره.
وأوضح أن الهدف من وضع منظومة الصواريخ هذه هو مواجهة تهديد محتمل من سوريا. وأشار البيان إلى أن المذكرة التركية الأطلسية حول صواريخ «باتريوت «ستوقع في إطار الاتفاقية الحالية بين تركيا والناتو ومن المفترض أن تحدد المذكرة شروط عمل خبراء الحلف في تركيا في إطار مهمة تشغيل المنظومة الصاروخية المذكورة. إلا أن خبراء عسكريين أكدوا أن نشر البطاريات يمثل خطوة أولى نحو فرض حظر جوي فوق سوريا.
وفي سياق متصل بالجانب الأممي, قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مقابلة مع صحيفة «شتاندارت» النمساوية الصادرة أمس إنه يتعين على الدول التي تخشى تصعيد النزاع في سوريا أن تتحلى بضبط النفس إلى أقصى درجة ممكنة.
وأشار إلى أنه لا يمكن وقف الصراع الدائر في سوريا بالقوة العسكرية إذ لا بد من البحث عن حل لهذه الأزمة في إطار عملية سياسية، بحسب تعبيره. وتابع إنه يتعين على الرئيس بشار الأسد أن يدرك أنه قد ذهب بعيدا، حسب قوله, وأن عليه أن يلبي تطلعات شعبه. وأضاف أنه كان لا بد له كرئيس من أن يجري إصلاحات منذ زمن بعيد، ومع ذلك فإن الوقت لم يفت بعد.