مرة أخرى يعود وفدي مقاطعة «توسكانا» الايطالية ومقاطعة «باكا» الفرنسية الى القصرين وذلك للالتقاء بنظرائهم ببلدية القصرين قصد تقييم المراحل الأولى من التعاون والتي أثمرت عدة مشاريع انطلق بعضها في العمل على أرضية الميدان والبعض الأخر في المراحل الأخيرة من الدراسة. «الشروق» واكبت هذه الزيارة وحضرت ورشات العمل التي انطلقت بمشاركة اطارات الجهة في عديد الاختصاصات وقدم الخبراء الأجانب عديد الأفكار والآليات لاستغلالها في المشاريع المزمع انجازها. هذا اللقاء كان مثمرا حيث وقع تقييم مرحلة مرت بايجابياتها وسلبياتها واستشراف مرحلة قادمة وما قد تحمله من فوائد لجهة القصرين بأكملها. وقد أكد لنا السيد رضا العباسي نائب رئيس بلدية القصرين «أن هذه اللقاءات مازالت تتواتر سواء بالقصرين أو بايطاليا وفرنسا وذلك لتعزيز مجالات التعاون في عديد الميادين خاصّة التي تتعلق بخصوصيات الجهة.
ومن نتائج هذه الزيارة هدية الى مصلحة الحماية المدنية تتمثل في سيارتي اسعاف وشاحنة للاطفاء الحرائق لتحسين خدمات الاسعاف».
السيدة «ماريا دينا طوزي» مديرة العلاقات الدولية بمقاطعة «توسكانا» الايطالية صرحت من جهتها أن استثمار هذا التعاون لمسناه في المشاريع الخمسة التي انطلقت في العمل والتي ستعقبها - بكل تأكيد - مشاريع أخرى هي في الطور الأخير من الدراسة وأكدت أنهم يضعون على ذمة نظرائهم في القصرين كل خبراتهم وأفكارهم.
وعن سؤال يتعلق بمنتوجات جهة القصرين وكيفية توظيفها في مشاريع حقيقية، أضافت السيدة ماريا أن هذه المنتوجات لها قيمة كبيرة ولكن من المفروض وضعها في الاطار اللازم لضمان رواجها وهو ما يسعون الى تكريسه مع أهالي القصرين.
أما في مجال السياحة فقد عبر لنا السيد مراد عبد اللاوي المدير الجهوي للسياحة بالوسط الغربي عن عميق امتنانه للمجهودات الكبيرة التي بذلها خبراء مقاطعتي توسكانا وباكا لارشاد شباب الجهة في مجال السياحة البديلة أي السياحة الجبلية والتي تسعى المندوبية الجهوية للسياحة من خلالها الى استقطاب أكبر عدد من السياح للاطلاع على مخزون الجهة الثقافي والسياحي.
من جهته صرح السيد توفيق الحجلاوي ل«الشروق» وهو تونسي مقيم بايطاليا وعضو في وفد مقاطعة «توسكانا» أن مقاطعتي « توسكانا» و«باكا» ركزتا نشاطهما على ولاية القصرين وذلك لتحسين نمط العيش لأهالي هذه الجهة ويا حبذا لو تنسج عديد المقاطعات الأخرى على هذا المنوال لتنهض بجهات تونسية أخرى مهمشة ومحرومة.
وفي الختام نشير الى أن هذه الزيارة كانت مثمرة بكل المقاييس والكل يطمح نحو مزيدا من التعاون لتفعيل أفكارا وبرامج ظلت لوقت طويل حلما صعب التحقيق واليوم أصبحت حقيقة ملموسة في ظل صدق العز ائم من جميع الاطراف.