عاشت مدينة الكاف مؤخرا على وقع فعاليات المهرجان الوطني لمسرح الطفل في دورته الأولى وقد اجمع من واكب مختلف فقرات البرنامج العام ان ادارة المركب الثقافي الصحبي المسراطي المنظمة للتظاهرة بذلت مجهودات كبيرة لضمان نجاح هذه الدورة. حملت الدورة اسم الفنان المرحوم عمار بوثلجة الذي كانت له عديد التجارب انطلاقا من فرقة «السنابل». والى جانب المعرض الوثائقي الذي أقيم ببهو المركب والذي تضمن صورا ومقالات وملابس للمحتفى به كان الحضور على موعد مع ندوة حول مسرح الطفل «الواقع والآفاق» تضمنت ثلاث مداخلات للدكتور مازن الشريف «دور الأغنية في مسرح الطفل» والأستاذ الصادق الماجري «مسرح الطفل بالكاف هو ضمان مسرح الكبار» والمسرحي عبد الرزاق المساهلي «مسرح الطفل بالكاف بين التاريخ واعادة التأسيس» وبعدها كان الظهور للثلاثي المتكون من ونيس السلطاني (شاعر) عبد الحفيظ القلمامي (ملحن) وابتسام الفرشيشي (مطربة) في مرثية الفنان عمار بوثلجة.
كما شهد المهرجان مشاركة عديد الروضات الموجودة بالكافالمدينة وتنشيط ورشات للاطفال.
والى جانب الشهادات الحية حول مسيرة الفنان عمار بوثلجة شهدت الدورة عرض عديد المسرحيات على غرار (الكسوة وخيال الظل للسعد المحواشي) و(الرحلة لحسن المبروكي) و(كلون 100/100لمراد المناعي) و(الثعلب والدرويش وسراق القصرلعادل الخماسي ) فيما امتاز عرض سيرك الشارع لشركة «باباروني» أمام قصر بلدية المكان بمتابعة كثيفة للصغار والكبار بمختلف فئاتهم الاجتماعية والاختتام كان بعرض الدمى العملاقة «كرنفال» للفنان كمال عطية وسط المدينة.
لحظة تكريم الفنان المرحوم عمار بوثلجة من خلال تسليم عائلته درع الدورة حضر على الركح حفيده عمار فكانت مناسبة مؤثرة الى أبعد الحدود.
وعن التظاهرة قال الفنان مراد المناعي» كانت دورة ناجحة كما مثلت فرصة لتكريم الطفل قبل حلول فترة الامتحانات وأظن صراحة أن البرنامج العام نال رضا الكبير والصغير في ظل الحضور المسجل بالمركب.
وأكد الفنان الصادق الماجري أن الوقت حان الآن للاعتناء بمسرح الطفل وأصحاب هذه الفئة العمرية هم رجال المستقبل والفنانون المسرحيون القادمون كما أن الناقد الناشئ سيتحول بعدها الى ناقد ناضج وقد تكون هذه الدورة أسست الى بعث خلية مسرحية تعنى بمسرح الطفل.
وقال السيد حمادي العوادي (متقاعد) واكبت أغلب الفقرات وأثمن بالمناسبة ما يقدمه الفنان عادل الخماسي من أعمال موجهة للطفل كما كنت متأثرا جدا عند متابعتي لمرثية رجل المسرح المرحوم عمار بوثلجة الذي ترك بصمته أينما مر ورجائي أن تتكرر مثل هذه التظاهرات..
اما الفنان عبد السلام الجمل اكد ان هناك روحا جديدة في التنظيم والتأطير وأرجو أن تنال الكاف ما يليق بها مستقبلا في ظل المخزون الثقافي الموجود بهذه الربوع كما أتمنى ان يصبح لهذا المهرجان البعد المغاربي والدولي.
وقال السيد نعمان العباسي (مدير المركب الثقافي الصحبي المسراطي بالكاف) أظن أن العروض كانت في المستوي المطلوب والحضور الجماهيري المكثف أكبر دليل على اهتمام الصغار والكبار بهذه التظاهرة التي نعتبرها حلقة تأسيس لنواة جديدة تعنى بمسرح الطفل لضمان مسرح الكبار مستقبلا. ويبقى تكريم المرحوم عمار بوثلجة هو تكريم للمسرحيين بالكاف وللفرقة المسرحية القارة بالكاف التي كانت النواة الأولى لبعث فرق مسرحية على المستوى الوطني ونأمل أن تكون الدورة القادمة ذات طابع مغاربي.