كلما وقع التطرق الى ظروف النقل المدرسي بأرياف بني خلاد جوبهت المطالب بالتجاهل وعدم مبالاة المسؤولين في قطاع النقل المدرسي هكذا تكلم مدير مدرسة مزنين بانفعال مؤكدا أن هؤلاء التلاميذ يضطرون للالتحاق بالمعهد الثانوي ببني خلاد على الساعة السادسة صباحا ولا يعودون الا الساعة الثامنة ليلا. المشكلة حسب رأيه أنهم يقضون اليوم كله بين أسوار المعهد الذي لا يبعد كثيرا عن مقر سكناهم وما ينتج عن ذلك من معاناة لهؤلاء وما يدفعهم أيضا الى الاحتكاك ببعض الغرباء عن المعهد أثناء الراحة وخاصة في منتصف النهار عندما يغادر الجميع ولا يبقى سواهم أمام المعهد، بينما يستطيع زملاؤهم في المناطق المجاورة أن يلتحقوا بنفس المعهد قبل دقائق من بدء الدروس ويتمتعون أيضا بالنقل في وقت الغداء ويعودون مباشرة الى منازلهم مساء.وحسب احد متساكني قرية مزنين فإن هناك تمييزا في جدولة توزيع وسائل النقل المدرسي بين مناطق بني خلاد يوفر ظروف دراسة طيبة لتلاميذ جهة على حساب جهة أخرى وهي حسب قوله ممارسات قديمة كرسها النظام السابق داخل هذه المناطق ودفعت بالعديد من التلاميذ الى هجر مقاعد الدراسة مكرهين الى جانب شعورهم بالنقص والظلم والتهميش.وتدخل احد متساكني بئر دراسن قائلا: اليوم نرنو الى مجتمع تكون فيه العدالة الاجتماعية هدفنا المباشر ولهذا فإن القرى والارياف التي شهدت تغييبا كليا في كل المجالات ترفض المعاملات وفقا للحالة الاجتماعية والمادية مضيفا ان من واجب السلط المحلية والجهوية توفير المزيد من وسائل النقل العمومي الخاص بنقل التلاميذ حتى يتمكنوا من الالتحاق بالمعهد في ظروف زمنية معقولة وطيبة اضافة الى تمكين هؤلاء ايضا من العودة الى منازلهم وقت الغداء كغيرهم من زملائهم خاصة وان الارياف المعنية لا تبعد سوى بعض الكيلومترات عن مدينة بني خلاد.وفي المقابل أكد لنا أحد المسؤولين عن النقل المدرسي في بني خلاد أن غياب النقل المدرسي خلال النهار يعود الى عدم توفر وسائل النقل الاضافية وأضاف ان التحاق بعض التلاميذ مبكرا بالمعهد وعودتهم في وقت متأخر مقارنة بغيرهم من التلاميذ الاخرين سببه بعد المسافة النسبي بين تلك القرى ومدينة بني خلاد، ووعد بالنظر بجدية في هذا الموضوع.