تم أمس خلال استعراض التقرير الدوري لدائرة المحاسبات الخاص بسنتي 2010 2011 الكشف عن إخلالات بالعديد من المنشآت العمومية بعد قيام الدائرة بنحو 21 مهمة رقابية ميدانية وهي اخلالات أفضت الى اهدار المال العام. قال السيد عبد القادر الزقلّي الرئيس الاول لدائرة المحاسبات أن الاعمال الرقابية المنجزة أبرزت تخصيص اعتمادات لفائدة مشاريع لم تر النور او شهدت انطلاقة متعثرة رغم ان بعضها استوجب تمويلا اجنبيا. كما أبرزت أحيانا تجاوز تخصيصات الميزانية أو بقاء اعتمادات دون استعمال مما يقيم الدليل على غياب الدقة عند ضبط الاحتياجات والاولويات صلب بعض المنشآت العمومية.
سخاء وكرم وامتيازات
حسب رئيس دائرة المحاسبات، اتضح أن بعض المتصرفين العموميين جانبوا قواعد التصرف الرشيد بانقيادهم لتعليمات شفاهية وكتابية او استباقهم لها في بعض الحالات بشكل أدى إلى انفاق المال العمومي بسخاء لفائدة بعض الاطراف وإلى ابداء كرم مريب تجاههم باسناد امتيازات مشطة أو غير مستحقة.
وتتعارض هذ الممارسات مع قواعد حسن التصرف بحكم ان جانبا منها يشكل تقصيرا في استخلاص مستحقات عمومية حرم خزينة الدولة من موارد هي في أشد الحاجة إليها ومنع الهياكل المعنية من امكانيات ضرورية لتنفيذ برامجها . كما انها تتنافى ومبادئ المرفق العمومي ومقتضيات الحوكمة التي تقوم على الشفافية والملاءمة والمساواة والكفاءة والنجاعة والاقتصاد. وقد تراوحت هذه التصرفات بين اللامبالاة والمحاباة لتصل أحيانا درجة الفساد مما استوجب إحالة ملفات أخطاء التصرف إلى دائرة الزجر المالي وملفات الأخطاء الجزائية إلى القضاء.
21 عملية رقابية
بلغ عدد المنشآت العمومية والوزارات والهياكل والبرامج العمومية التي شملتها عمليات الرقابة 21. وبالنسبة للبرامج العمومية، فهي تهم قطاعات الغاز الطبيعي والمحافظة على المياه والتربة والإستراتيجية الوطنية لتأهيل نقل الدم والتصرّف في المقاطع.
وبالنسبة للوزارات فهي تهم وزارة الشباب والرياضة ووزارة التجهيز والإسكان ووزارة البيئة والتنمية المستديمة ووزارة التربية. وفي ما يتعلق بالمؤسسات والمنشآت العمومية تهم المطبعة الرسمية والشركة التونسية للتنقيب وشركة نقل بالأنابيب بالصحراء (ترابسا) ووكالة حماية الشريط الساحلي والشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه وديوان التونسيين بالخارج.
كما شملت العمليات الرقابية شركة الدراسات والتنمية لسوسة الشمالية والشركة الجهوية للنقل «القوافل» والمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بجندوبة وجامعة ومجمع الصحة الأساسية بسوسة ومجال حفظ الصحة ببلدية تونس والجامعة التونسية لكرة القدم. وسنوافيكم تباعا على أعمدة «الشروق» بأبرز الاخلالات التي سجلتها دائرة المحاسبات في تقريرها.