بات جليا اليوم أن عدة اختيارات وخصوصا منها البشرية والتكتيكية أصبحت لا تبعث بالمرة على التفاؤل، والخوف كل الخوف أن يصبح الفريق في متناول الجميع فيتواصل فقدانه لمظاهر الهيبة بما لا يتماشى مع عراقته وأمجاده ويسقط مشروعه في الماء. ماذا حدث ؟
ما الذي حدث أول أمس في ملعب مصطفى بن جنات بالمنستير وما الذي غيّر النجم بشكل مفزع.. وهل ستكون الهزيمة بالأربعة «الصفعة» التي ستضع الجميع أمام الواقع وتجعل من يهمه أمر النجم يراجع حساباته بالكامل.. أم أن الحال سيتواصل عما هو عليه والاحتماء بتعلات وأعذار لن يصدقها أحد، أول أمس قدم النجم أسوأ مردود له مع المدرب منذر كبير، نقولها بكل موضوعية أن الفريق لاح بلا روح ولا تركيز دفاعا وهجوما وهو ما يطرح أكثر من سؤال حول طبيعة العمل الذي يقوم به اللاعبون في التمارين.
كبيّر فوق المحاسبة
رضا شرف الدين وفي مختلف تصريحاته في وسائل الاعلام أكد أن منذر كبيّر تمّ الاحتفاظ به من أجل تكوين فريق على أسس صلبة قادر على العودة الى مسابقة رابطة الأبطال في 2014، قبل أن يذكر في كل مناسبة بأنه رجل المرحلة وأن الهيئة التي منحته كل الصلاحيات لم تطالبه بالألقاب ولا تجوز محاسبته باعتبار أن النجم يمرّ بمرحلة انتقالية.. ونحن من موقعنا لم نفعل ذلك ليس تفاعلا مع ما ذهب إليه رئيس النجم ولا عجزا منا عن النبش في الأمور الفنية بالملاحظة أو الاستنتاج وإنما حرصا على إعطاء منذر كبيّر فسحة من الزمن للحكم له أو عليه في الاستراتيجية التي أقنع بها منظوريه.. ورغم ذلك فقد تصرّف المدرب المذكور في الزاد البشري الموضوع على ذمته بما رآه صالحا فأبقى من أبقى وأبعد من أبعد من اللاعبين دون حسيب ولا رقيب ونوعية الأداء والنتائج الحاصلة تغني عن كل تعليق.
لماذا انهزم النجم بالأربعة ؟
ذلك هو السؤال الذي سيطر على العقول في كل الجهات المحبة للنجم أول أمس بعد رباعية الاتحاد المنستيري.. وقد ذهب البعض الى اعتبار الهدف المبكر وحالة الميدان وإقصاء رامي البدوي ومصعب ساسي السبب الرئيسي لما جرى وهو كلام مردود على أصحابه لأنه لا دخل لأيمن المثلوثي في ما التقطته شباكه في أربع مناسبات كاملة..
المتعصّبون للنجم لا يعجبهم ما سنقول.. لكننا سنقول.. وهذه احدى مسؤولياتنا حتى وإن غضب من يرفض وضع النجم على طاولة التشريح.. هذا النجم الذي قلنا بشأنه كلاما كثيرا عند الانتصار حتى بشقّ الأنفس فما بالك وهو يسيء الى صورته بشتى الطرق.
تصوروا «النجم» وما أدراك يتوقف أداؤه على «عنصر» متى غاب اختنق النجم.. فأي تكتيك هذا وأي مجموعة هذه التي ترضى بهذا المصير وهذا النصيب؟
تصوروا جمهور النجم لا يرويه كل العرق المسكوب داخل الميدان فينتظر «التغيير» وعندما يتم يظهر أشباه اللاعبين ممّن رماهم القدر والأيام داخل أسوار النادي ليرتعوا فيه بالطول والعرض مع احترامنا لطموحاتهم ومجهوداتهم ولو أن النجم يبقى في أسوإ حالاته أكبر من مهاراتهم. من المسؤول عن دفع جرايات خيالية رغم الأزمة المالية للاعبين انتظرنا منهم إعادة الهيبة الى النجم.. من المسؤول عن ذلك البرود الغريب الذي ما فتئ يميّز بعض العناصر سواء ربحت أو خسرت وكأن أمر الفريق لا يعنيها بل كأنه ليس منها ولا هي منه..؟
قرارات في الأفق
الوضعية التي يمرّ بها النجم والتي ترجمتها الهزيمة المهينة في الجولة الماضية ستدفع دون شك الهيئة المديرة الي اتخاذ اجراءات اصلاحية لرأب الصدع، فتداعيات هذه الفترة والسبل الكفيلة لمعالجتها تستدعي وقفة جماعية اتخاذ قرارات شجاعة لا مكان فيها للعاطفة والمجاملة.
نقولها بكل ما نملك من صراحة أن الحل في إعادة الأمور الى نصابها تتطلب الجلوس الى المدرب منذر كبيّر ومحاسبته هو وكافة اللاعبين وتحميلهم مسؤولية ما حدث أول أمس بالكامل حتى لا تتكرّر مثل هذه المهازل.
تحمّل المسؤوليات
الثابت أنه لا نية لدى الهيئة المديرة في تغيير الاطار الفني في هذه المرحلة الحساسة والذي عليه أن يكون في مستوى المسؤوليات الملقاة على عاتقه في باقي مواعيد هذا الموسم، فالنجم خسر مقابلة ولكنه لم يخسر موسما ويبقى الألم قائما في التدارك لكن بعقلية وروح أفضل والاختبار الذي ينتظر الفريق في نهاية الأسبوع ضد الملعب القابسي سيكون محكّا حقيقيا للوقوف على ردّ فعل اللاعبين ومن حولهم.
هجوم على الجميع في ال «فايس بوك»
مازالت الهزيمة المذلّة تلقي بظلالها على جمهور النجم الساحلي الذي تفاعل مع تداعياتها وأحدث ضجّة كبرى على صفحات ال«فايس بوك» وقد تجلّى ذلك من خلال تهجماته على اللاعبين والاطار الفني على وجه الخصوص كما أن المسؤولين لم يسلموا من ذلك حيث لمسنا في مختلف التعاليق إجماعا حصل حول المسّ من هيبة الفريق وسمعته مهما كانت مبرّرات منذر كبيّر ولاعبيه وموقف الهيئة المديرة.
كبيّر يورّط مصعب ساسي
لقاء الجولة الماضية أمام الاتحاد المنستيري انتهى وأشار في أعقابه الحكم يوسف السرايري وفق ورقة التحكيم الى أن لاعب النجم مصعب ساسي توجه إليه بعبارات نابية (insultes envers arbitre) وهو ما سيكلفه عقوبة لا تقلّ عن الأربع مقابلات.
اللاعب المذنب لم يكن ليفعل ذلك ويذنب في حقّ فريقه لو لم ينسج على منوال مدربه منذر كبيّر الذي فشل في السيطرة على أعصابه كما فشل في إعداد فريقه عندما كان السباق نحو مناقشة الحكم.