لم تكن عائلة مقداد حسين تتوقع أن لا يعود ابنها التلميذ مهاب إلى المنزل في نفس اليوم بعد أن ودعها صباح يوم 15 ديسمبر متوجها إلى المعهد الثانوي 1 بالمطوية لنهل العلم والتسلح بالمعرفة لكن القدر كان أسبق ويغادر هذه الدنيا وهو في فناء أروقة أصول التربية والتعلم وبين أترابه وخلانه من التلاميذ الذين لازموه طيلة مشوارهم الدراسي. حالة إغماء أصيب بها التلميذ مهاب وهو صاحب 18 ربيعا مرسم بالسنة الثالثة آداب بالمعهد الثانوي 1 بالمطوية في أخر يوم يودع فيه التلاميذ مقاعد الدراسة خلال الثلاثية الأولى قبل الدخول في العطلة المدرسية أدت به إلى وفاته أمام أنظار زملائه التلاميذ الذين أصيبوا بكابوس مروع من شدة وقع هذه الحادثة الأليمة.
ووفقاً للمعلومات الأولية التي استقتها الشروق من بعض أقارب الفقيد والتلاميذ الذي رصدوا هذه الحادثة الأليمة عن قرب وباحتراز شديد حتى يقول القضاء كلمته فإن مهاب كان ضمن مجموعة من زملائه التلاميذ بصدد تبادل الأهازيج والحديث عن دربي العاصمة بين الإفريقي والترجي أمام المدخل الرئيسي للمؤسسة التعليمية وفجأة فقد التلميذ مهاب السيطرة على توازنه فيسقط مغشيا على الأرض ويا لهول المأساة فقد أغمي عليه في الحين دون أن يحرك ساكنا. وأمام هذا المشهد المباغت والأليم ورغم بهتة الجميع سارع بعض التلاميذ إلى الاتصال بالإدارة لطلب إسعاف زميلهم مهاب.
وبعد مضي حوالي النصف ساعة صادف أن مرت سيارة أمام المعهد فبادر أحد التلاميذ بتوجيه إشارة التوقف لسائقها الذي لم يتردد في الاستجابة وحمل مهاب وهو في حالة أقرب إلى الوفاة إلى طبيب خاص ومنه إلى قسم طب الإستعجالي بالمستشفى المحلي بوذرف لكن بوصوله إلى المؤسسة الإستشفائية كان قد فارق الحياة. وأمام تصرف الإطار الإداري الذي اعتبره التلاميذ تقصيرا تحول فضاء المؤسسة التعليمية إلى ساحة للتظاهر وحالة من الفوضى وسط أجواء غير معتادة بالمرة مما أجبر الإدارة إلى الاستنجاد بأعوان الحرس الوطني الذين نجحوا في تفريق المحتجين من التلاميذ باستخدام الغاز المسيل للدموع.
هذا وبإذن من النيابة العمومية تم نقل الجثة إلى إحدى المستشفيات العمومية بصفاقس للتشريح بغية تحديد أسباب الوفاة . لقد خلف رحيل مهاب لوعة كبيرة وحسرة أليمة في نفوس زملائه من التلاميذ ويتمنون له من الله الرحمة والمغفرة .