يعتبر الملتقى العربي لمسرح الطفل والمتفرع عن الأيام الدولية لمسرح الطفل بحمام سوسة واحد من بين أهم التظاهرات بولاية سوسة وبالجمهورية ككل لما تميز به على مر عقد من الزمن من تقريب التجارب العربية في هذا الفن المسرحي والتربوي في جوهره والذي يمس الطفل في مختلف أبعاده. إلا أن دورة هذه السنة وهي الخامسة عشرة عرفت العديد من الهنات تجسمت منذ اليوم الأول مثل غياب الدعم وغياب العديد من الدول المشاركة وإلغاء المسابقة الرسمية. رغم ذلك فإن حفل الافتتاح حافظ على احتفاليته بل عرف رونقا خاصا فإلى جانب استعراض الدمى والفرق الموسيقية بالشوارع فإن القاعة عرفت افتتاحا موسيقيا أمنته مجموعة الفنان وليد المليشي من خلال كورال «التضامن» حيث أمتع الأطفال المشاركون الجمهور الغفير الذي تعود بهذه التظاهرة التي أصبحت من تقاليد العائلات الحمامية بأغان وأناشيد هادفة.
غياب الدعم أصبح القاسم المشترك لمختلف شكاوى مديري التظاهرات الثقافية والفنية بولاية سوسة حيث أكد لنا رئيس جمعية «المسرح العربي» وهي الإطار المنظم للأيام الدولية والملتقى العربي لمسرح الطفل بحمام سوسة وسام سليمان مستعرضا مختلف الصعوبات التي واجهتها هيئة هذه التظاهرة قائلا «كنا نتمتع بدعم مالي من رئاسة الحكومة قبل الثورة يُقدّر بعشرة آلاف دينار ولكن اندثر هذا الدعم بعد الثورة وحتى منحة وزارة الثقافة لا نتسلمها إلا بعد الملتقى مما أجبرنا على الاعتماد على إمكانياتنا الخاصة والتي بفضلها حرصنا على الحفاظ على ما تبقى من هذا الملتقى».
وأضاف سليمان «التجأنا كذلك إلى التعاون النسبي مع مهرجانات أخرى مثل «نيابوليس» ولكن بتعلة الأمور الأمنية تخلفت في آخر لحظة الجزائر والأردن والمغرب عن الحضور بعد أن وعدونا بذلك وقالوا أنهم خائفون على أطفالهم مما جعلنا نلغي المسابقة ونبقي على بعض العروض حفاظا على هذه التظاهرة في انتظار البحث عن سبل أكثر جدية واستقرارا للحصول على مداخيل قارة تمكننا من الإنتاج المسرحي ومن تنظيم مثل هذه التظاهرات».
لفتة كريمة قامت بها هيئة جمعية المسرح العربي بحمام سوسة في حفل الافتتاح تمثلت في تكريم باعث مهرجان مسرح الطفل وهو الإعلامي رياض جغام اعترافا بما قدمه من عمل تجاه هذه الجمعية رغم خروجه من الباب الصغير وتثمينا لكتاباته المسرحية لفرقة تكونت أساسا من أطفال فأخذوا المشعل اليوم وأصبحوا أعضاء في الهيئة المديرة لجمعية استمدت عراقتها من نبل الرسالة التي فعّلوا مبادئها ولا يزالون.