في إطار انفتاح المؤسسة الثقافية على محيطها نظمت المكتبة العمومية للكهول بالتعاون مع جمعية المناجم والمسرح والمعهد الثانوي بالجريصة عرضا لشريط وثائقي تاريخي قصير يدوم 30 دقيقة بعنوان «الغرباء». يقول مخرجه «فتحي كرايفي» ان هذا الشريط يتحدث عن واقع الجريصة بين الماضي والحاضر . ويتجسد هذا في شخصية الغريب الذي انتقل إلى العاصمة لعدة سنوات وبعد عودته يأخذه الحنين والذكريات إلى قاعة السينما التي هجرها روادها وكذلك الحنين إلى محطة القطار التي توقف بها العمل و«الداموس» الذي رويت عنه عديد الحكايات.
فيكتشف الكارثة وحالة الخراب الذي حل بهذه المدينة . ويثور غضبا ويلوم نفسه وأصدقاءه لأنهم هم الذين تركوها بأيدي شريرة.
فيتساءل من المسؤول عن كل ما حدث ؟ .بعد عرض الشريط الشروق استقرأت آراء بعض الأطفال الذين حضروا العرض .
«أية السبيعي» : ( تلميذة بالسنة الأولى ثانوي ) تقول : هذا الشريط يطرح مشاكل اجتماعية وثقافية بالجريصة مثل انعدام المرافق الضرورية .وكان على المخرج أن يتطرق في هذا الشريط إلى الموروث الثقافي الغزير من عادات وتقاليد ونوادر بهذه المدينة . أما منال الحيدري: ( تلميذة بالسنة الثالثة آداب ) فتضيف : لقد أعجبني الشريط باعتباره يقدم لنا لمحة عن تاريخ الجريصة العريق .
الذي علينا أن ننفض عليه الغبار لنستلهم منه الحاضر والمستقبل من خلال الإيمان بالفعل وتغيير العقلية السائدة ومواجهتها حتى نحس بأننا نستحق أن نعيش في هذه الأرض الطيبة ولا نترك فرصة لأصحاب القلوب المريضة والمال أن يعبثوا بمستقبلنا .
عمر الحيدري : ( تلميذ بالسنة الثانية ثانوي) يعقب قائلا : أريد أن أتحدث عن نهاية الشريط . فالمشاهد طغت عليها الألوان المزهرة وكان يمكن على المخرج أن يجسد جريصة بشيخ عاش فترة الاستعمار وعمل بالمنجم ثم يقدم مشعلا لطفل وينصحه بالحفاظ عن هذه الأمانة ويدافع عن بلدته البريئة لتسترجع بريقها وعزتها ومجدها الضائع .