أدّى مؤخرا السيّدان عبد الكريم الهاروني وزير النّقل ومحمّد سلمان وزير التّجهيز والاسكان زيارة الى مدينة باجة على متن القطار الجديد الذي سيعوّض القطار الحالي ويقطع مع معاناة المسافرين، وسيساهم في إنعاش الاستثمار بالجهة. وحل الوفد الوزاري الذي كان مرفوقا بسفير الصين حوالي السّاعة الواحدة بعد الزّوال بالمحطّة بعد رحلة انطلقت من محطّة الأرتال ببرشلونة بتونس العاصمة ومباشرة بعد وصوله قام بعقد ندوة صحفية استعرض فيها مكوّنات مشروع تجديد أسطول الشركة التونسية للسّكك الحديدية وتحديدا بالخطّ الحديدي للشّمال الغربي، حيث تحدّث السيد عبد الكريم الهاروني وزير النقل على أنّ هذا المشروع هو ثمرة تعاون ايجابيّ مع جمهورية الصين الشعبية في مجال النّقل الحديدي وهو يتزامن مع انطلاق مشروع الطّريق السيّارة وداي الزرقاء باجة بوسالم الذي سيساهم في تدعيم وتعصيرالبنية التحتية للطّرقات طبقا لمواصفات عالية، الجهة بدأت تشهد انتعاشة اقتصادية ممّا سيعزّز آفاق الاستثمار بها ويمكّن من خلق مواطن شغل لفائدة عدد كبير من العاطلين... وأضاف الوزير أنّ تدشين القطار الجديد جاء في يوم احتفال البلاد بالذكرى الثانية للثورة وهو هدية لكلّ شهدائها وجرحاها وتجسيم لمبادئها وأهدافها التي نادت بتنمية المناطق الدّاخلية التي حرمت منها لعقود طويلة وقد أردنا الاحتفال بهذه الذكرى بكلّ محطّة وعلى طول المسلك، مؤكّدا على أنّ الوزارة ستواصل احداث ثورة حقيقيّة في مجال النّقل الحديديّ حيث اقتنت 20 قطارا جديدا خصّص 12 منها لخطوط الشمال الغربي وستواصل تجديد بقية الأسطول تباعا بمختلف الخطوط وهو ما سيمكّن من تشغيل يد عاملة من المهندسين والفنّيين وما على المسافرين المحافظة على هذا المكسب والالتزام باقتطاع تذاكرهم التي لن تشهد زيادة في أسعارها وهو السّبيل لديمومة الشركة حتّى تستطيع مواصلة تقديم خدمات راقية لحرفائها. سلامة ورفاهية
تحدّث السيّد نزيه المرواني رئيس المحطّة عن القطار الجديد فقال انّه يستجيب لكلّ متطلّبات راحة المسافر رغم أنّ طاقة استيعاب عرباته أقلّ من القديمة حيث لا يمكن للعربتين الجديدتين نقل سوى 117 راكبا مقابل 124 للعربة الواحدة القديمة وليس في القطار سوى 4 عربات وهو مجهّز بمكيّفات عصريّة وبكاميرات مراقبة وتبلغ سرعته 160 كلم في السّاعة ممّا سيمكّن من اختزال مدّة السّفرة بين محطّة برشلونة وباجة والنّزول بها الى حدود ساعة ونصف فقط بعد أن تمّ الغاء محطّات سيدي مهيمش ووادي الزرقاء وبرج التومي وتحويلها الى نقاط تقاطع فقط غير أنّ هذا يبقى غير كاف بالنّظر الى وجود سكّة واحدة تقوم بتأمين 10 سفرات يوميّا ذهابا وايّابا وهو ما يستدعي بالضرورة احداث سكّة ثانية.
وقد تمّ الاستعداد من قبل لهذا المشروع الجديد وذلك باعادة تجديد كامل السكّة الحديدية من محطّة سيدي اسماعيل الى مجاز الباب في انتظار تعميم تركيز أضواء الاشارات بكافّة المحطّات حتّى تتلاءم مع مواصفات القطار الجديد. وعن مصير العربات القديمة قال رئيس المحطّة أنّ الشّركة ستقوم باعادة اصلاحها والاستنجاد بها لتأمين السّفرات الاضافيّة خلال مواعيد الذّروة بالأعياد والعطل المدرسية لأنّ القطار الجديد لا يمكن له حلّ مشكلة الاكتظاظ والطّلبات المتزايدة خلال تلك الفترات. مشروع خطّ حديديّ سريع
خلال النّدوة الصحفيّة أشار وزير النقل الى وجود مشروع جديد سينطلق تنفيذه قريبا وهو يتعلّق باحداث قطار سريع سيربط عواصم موريتانيا والجزائر وليبيا عبر تونس وهو ما سيمكّن من تسهيل حركة مرور الأشخاص بين أقطار المغرب العربي وتنمية المبادلات التجارية بينها ودفع نسق الاستثمار وأضاف أنّ مستقبل النّقل الحديديّ هامّ جدّا خلال السّنوات القادمة.