فدان السوق منطقة ريفية تبعد عن مركز معتمدية تبرسق من ولاية باجة حوالي 07 كلم وتعدّ أكثر من 2000 ساكن تميّزها البطالة وانعدام موارد الرزق والفقر والتهميش. وينتظر سكان هذه المنطقة نصيبهم من التنمية... فهل يتحقق هذا الحلم؟ يعتبر محظوظا من يحصل على شغل بإحدى الحضائر الظرفية أو بإحدى الضيعات للقيام بأعمال فلاحية موسمية مع العلم أن منطقة فدان السوق تتوفر على 03 من أكبر الضيعات الفلاحية الخصبة والتي كانوا يعملون بها قبل التفويت فيها للخواص. ولازال أغلبهم ينتظرون معالجة جدية من قبل الدولة قد تساهم في الحدّ من البطالة وتحقيق التنمية.
ويتذمر الأهالي من انعدام الماء الصالح للشراب إذ يشككون في صلوحيّة المياه التي يتزودون بها من الحنفيات التابعة للجمعية المائية والتي تفتح لساعات محدودة في اليوم. أمّا عن الخدمات الصحية فحدث ولا حرج، فالمستوصف الموجود بالجهة لا يشبه المؤسسات الصحية في شيء باستثناء وجود ممرض يرابط به طيلة الأسبوع،إذ انعدمت به التجهيزات والمعدات الطبيّة وتعطبت به الثلاجة وهو ما يؤثر سلبا على حفظ الأدوية.
كما يشتكي أبناء «فدان السوق» من غياب الإحاطة الاجتماعية ورداءة الخدمات التي تقدمها وحدة النهوض الإجتماعي بتبرسق.
أما المساكن فهي في حالة رثة طغى على أغلبها الطابع البدائي كالتي بنيت بالطين أو كالأكواخ المسقفة بالزنك ولم يتحصل أصحابها على مساعدات تحسين المسكن وإزالة المساكن البدائية وهي نقطة استفهام كبرى.
ولا يمكن المرور بفدان السوق دون التعرض إلى معاناة التلاميذ الذين يدرسون بمدرسة عين بن شبل التي تشع على هذه المنطقة والأرياف المجاورة. فالوضع بالمدرسة لا يختلف كثيرا عن بقية المدارس الريفية.
ولعل ما يمكن الإقرار به هو انعدام الماء الصالح للشراب بالمدرسة وغياب دورات المياه علاوة على تشكي الأولياء من غياب بعض المعلمين وما ينجر عنه من نقص في تكوين أبنائهم وأرجعوا الأمر إلى نقص في الإطار التربوي.
وكانت علامات الفقر والحرمان بادية على محيىّ التلاميذ الأبرياء وهو ما يستوجب تدخل الأطراف الرسمية ومكونات المجتمع المدني للتخفيف من وطأة الخصاصة والحاجة.