السينما التونسية حاضرة بفيلمين في الدورة التأسيسية للمهرجان الدولي للفيلم القصير بمدينة تيميمون الجزائرية    بطولة انقلترا: مانشستر سيتي يكتسح ليفربول بثلاثية نظيفة    الصندوق العالمي للطبيعة بشمال إفريقيا يفتح باب التسجيل للمشاركة في النسخة الثانية من برنامج "تبنّى شاطئاً"    مدير "بي بي سي" يقدم استقالته على خلفية فضيحة تزوير خطاب ترامب    هل نقترب من كسر حاجز الزمن؟ العلم يكتشف طريقاً لإبطاء الشيخوخة    بنزرت ...مؤثرون وناشطون وروّاد أعمال .. وفد سياحي متعدّد الجنسيات... في بنزرت    صفاقس : نحو منع مرور الشاحنات الثقيلة بالمنطقة البلدية    نبض الصحافة العربية والدولية ... مخطّط خبيث لاستهداف الجزائر    "التكوين في ميكانيك السيارات الكهربائية والهجينة، التحديات والآفاق" موضوع ندوة إقليمية بمركز التكوين والتدريب المهني بالوردانين    حجز أكثر من 14 طنًا من المواد الغذائية الفاسدة خلال الأسبوع الأول من نوفمبر    ساحة العملة بالعاصمة .. بؤرة للإهمال والتلوث ... وملاذ للمهمشين    توزر: العمل الفلاحي في الواحات.. مخاطر بالجملة في ظلّ غياب وسائل الحماية ومواصلة الاعتماد على العمل اليدوي    بساحة برشلونة بالعاصمة...يوم مفتوح للتقصّي عن مرض السكري    أندا تمويل توفر قروضا فلاحية بقيمة 40 مليون دينار لتمويل مشاريع فلاحية    العاب التضامن الاسلامي (الرياض 2025): التونسية اريج عقاب تحرز برونزية منافسات الجيدو    أيام قرطاج المسرحية 2025: تنظيم منتدى مسرحي دولي لمناقشة "الفنان المسرحي: زمنه وأعماله"    قابس: حريق بمنزل يودي بحياة امرأة    الليلة: أمطار متفرقة ورعود بأقصى الشمال الغربي والسواحل الشمالية    كاس العالم لاقل من 17 سنة:المنتخب المغربي يحقق أكبر انتصار في تاريخ المسابقة    الانتدابات فى قطاع الصحة لن تمكن من تجاوز اشكالية نقص مهنيي الصحة بتونس ويجب توفر استراتيجية واضحة للقطاع (امين عام التنسيقية الوطنية لاطارات واعوان الصحة)    رئيس الجمهورية: "ستكون تونس في كل شبر منها خضراء من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب"    الجولة 14 من الرابطة الأولى: الترجي يحافظ على الصدارة والهزيمة الأولى للبقلاوة    نهاية دربي العاصمة بالتعادل السلبي    شنيا يصير كان توقفت عن ''الترميش'' لدقيقة؟    عاجل: دولة أوروبية تعلن حظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال دون 15 عامًا    احباط تهريب مبلغ من العملة الاجنبية يعادل 3 ملايين دينار..#خبر_عاجل    عاجل : فرنسا تُعلّق منصة ''شي إن''    رحيل رائد ''الإعجاز العلمي'' في القرآن الشيخ زغلول النجار    جندوبة: الحماية المدنية تصدر بلاغا تحذيريا بسبب التقلّبات المناخية    تونس ستطلق مشروع''الحزام الأخضر..شنيا هو؟''    حريق بحافلة تقل مشجعي النادي الإفريقي قبل الدربي    احتفاءً بالعيد الوطني للشجرة: حملة وطنية للتشجير وبرمجة غراسة 8 ملايين شتلة    الديربي التونسي اليوم: البث المباشر على هذه القنوات    أعلاها 60 مم: كميات الأمطار المسجلة خلال ال24 ساعة الماضية    المنتخب التونسي تحت 23 عاما يلاقي وديا السعودية وقطر والامارات من 12 الى 18 نوفمبر الجاري    عاجل: النادي الافريقي يصدر هذا البلاغ قبل الدربي بسويعات    ظافر العابدين في الشارقة للكتاب: يجب أن نحس بالآخرين وأن نكتب حكايات قادرة على تجاوز المحلية والظرفية لتحلق عاليا في أقصى بلدان العالم    أول تعليق من القاهرة بعد اختطاف 3 مصريين في مالي    عفاف الهمامي: كبار السن الذين يحافظون بانتظام على التعلمات يكتسبون قدرات ادراكية على المدى الطويل تقيهم من أمراض الخرف والزهايمر    هام: مرض خطير يصيب القطط...ما يجب معرفته للحفاظ على صحة صغار القطط    تحذير من تسونامي في اليابان بعد زلزال بقوة 6.7 درجة    عاجل-أمريكا: رفض منح ال Visaللأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض    طقس اليوم: أمطار غزيرة ببعض المناطق مع تساقط البرد    الشرع في واشنطن.. أول زيارة لرئيس سوري منذ 1946    المسرح الوطني يحصد أغلب جوائز المهرجان الوطني للمسرح التونسي    رأس جدير: إحباط تهريب عملة أجنبية بقيمة تفوق 3 ملايين دينار    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    تقرير البنك المركزي: تطور القروض البنكية بنسق اقل من نمو النشاط الاقتصادي    منوبة: الكشف عن مسلخ عشوائي بالمرناقية وحجز أكثر من 650 كلغ من الدجاج المذبوح    هذه نسبة التضخم المتوقع بلوغها لكامل سنة 2026..    شنيا حكاية فاتورة معجنات في إزمير الي سومها تجاوز ال7 آلاف ليرة؟    بسمة الهمامي: "عاملات النظافة ينظفن منازل بعض النواب... وعيب اللي قاعد يصير"    الطقس اليوم..أمطار مؤقتا رعدية بهذه المناطق..#خبر_عاجل    تونس: ارتفاع ميزانية وزارة الثقافة...علاش؟    تعرف قدّاش عندنا من مكتبة عمومية في تونس؟    من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظّه من الخير    خطبة الجمعة ... مكانة الشجرة في الإسلام الشجرة الطيبة... كالكلمة الطيبة    مصر.. فتوى بعد اعتداء فرد أمن سعودي على معتمر مصري في المسجد الحرام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



واقع أليم ..معاناة حقيقية ..ووعود على الورق!!
"الأسبوعي" في قفصة وصفاقس وجندوبة
نشر في الصباح يوم 13 - 06 - 2011

مع كل أسبوع جديد نكتشف معاناة مناطق جديدة بعد ان صور النظام البائد بدجله واكاذيبه وعمليات تجميله مختلف المناطق أنها بمثابة الجنة. فقد حطت شبكة مراسلينا رحالها هذه المرة في اكثر من منطقة محرومة من الشمال الى الجنوب لنطلع على حقيقة اوضاع متساكني هذه الجهات.
الحرمان كان واضحا بحي مرجع الصيد بقفصة الذي اضطر بعض متساكنيه الى اقتسام خيامهم مع مواشيهم ولا تسال عن بقية حكاية الظلم والقهر. وفي المجادبة بصفاقس لم يكن الوضع افضل حالا للصورة القاتمة والأوضاع الصعبة للمتساكنين .اما أرياف عين دراهم فانها كانت بمثابة الاكتشاف بعد 14 جانفي بعد ان منع الإعلام من دخولها على مدى عقود. وهكذا كانت الصورة حالكة السواد في انتظار تحقيق حلم متساكني هذه الربوع بطي صفحة المعاناة والآلام.

حي مرجع الصيد بقفصة : مسالك وعرة..مرضى «على الاكتاف» ومواشي تتقاسم الخيام مع العائلات !!
لا يختلف عاقلان على مدى حجم المعاناة والحرمان الذين قاست منهما و لا تزال ولاية قفصة منذ الأعوام الأولى للإستقلال وصولا الى الوقت الراهن، الأمر الذي انعكس على الواقع الإجتماعي لهذه الجهة التي انعدمت فيها او تكاد مقومات التنمية. هذا العامل اثربشكل مباشرعلى استقرارالمنطقة ككل ولا سيما في الفترة الماضية التي اقترنت باضطرابات اجتماعية وأحداث عنف نتيجة انسداد الآفاق و انعدام السبل التي تكفل العيش الكريم لأهالي مختلف المناطق الريفية منها أو الحضرية والأحياء الشعبية المتواجدة في اطراف المدن على غرارحي مرجع الصيد المحاذي لواحة قفصة..
«الأسبوعي « زارت هذا الحي الشعبي ورصدت لكم حقيقة الأوضاع الإجتماعية التي لا تليق بإنسان القرن الحادي والعشرين و ذلك من خلال التحقيق التالي :
دروب وعرة
لدى توجهنا الى هذا الحي الشعبي، اصطحبنا احد أعضاء لجنة حماية الثورة بالمكان الشاب محسن محمودي الذي خبر دروب الواحة و منعرجاتها قبل ان تنتهي بنا الى الحي المذكور.. أثناء المسافة التي تفصل وسط مدينة قفصة وحي مرجع الصيد التي تقدر بنحو خمسة كيلومترات لاحظ دليلنا امرا مهما بشأن المسلك الذي نسيرعليه فاكد استحالة المروربواسطة وسائل النقل و ذلك كلما نزل الغيث النافع. صاحبنا اعتبر السياقة في الظروف المذكورة ضربا من ضروب المغامرة، مستعيدا في الأثناء ذكرى سيئة من وحي هذه الظروف، لخصها في موت والده قبل عدة سنوات نتيجة تاخر موعد وصول سيارة الإسعاف التي كانت تفترض ان تنقل والده وهو في حالة خطيرة الى المستشفى حيث قال محدثنا:» ان وعورة المسالك حالت دون بلوغ سيارة الإسعاف الى الحي فكان ان تم نقل الوالدفي مرحلة اولى على الأكتاف قرابة نصف المسافة قبل الوصول الى المكان الذي توقفت فيه سيارة الإسعاف» حالة هذا المسلك اذن تتطلب تدخلا عاجلا ومطلبا ملحا حسب محدثنا كما هو الشان بالنسبة لقرابة 200 عائلة قاطنة بحي مرجع الصيد وذلك بتنفيذ اشغال التعبيد..
بين الخيمة «والقيطون»
هذه الإشكالية الأولى التي برزت لنا من خلال حديثنا مع دليلنا قبل الوصول الى الحي المذكور اين كانت عائلة عم سالم.. استدرجتنا زوجته للحديث عن الكم الكبير من البؤس الذي لم تتخلص منه منذ زواجها وإنجابها لأربعة أولاد حيث يعمل بعلها في احدى الضيعات الفلاحية كلما جاءه طلب من احد « الملاكة «، الأمر الذي لم يتح لها بناء بيت تستقر به بعد.. فكان اللجوء الى الإحتماء بخيمة قريبة من مسكن بطورالبناء.. خالتي عيشة طلبت منا الدخول وسط خيمتها لإطلاعنا على مكوناتها المتواضعة.. قبلنا دعوتها لنرى ما بداخلها.. فراش لا يحتمل اكثر من شخصين و بقربه قارورة غاز لطهي الطعام كلما سمحت الظروف بملئها حسب ما ذكرته لنا محدثتنا ،واواني متواضعة. و خارج الخيمة « غناي « للإستعانة به في انجاز الخبز.. وغير بعيد عن هذه الخيمة اتخذت احدى العائلات المتكونة من ثلاثة انفار» قيطونا « من البلاستيك وخرق من القماش و قد شاء اصحابه الإقامة فيه بجوار عدد من الماعز، هي ما يملكون.. دليلنا افادنا بان اصحاب « القيطون « لم يحن بعد موعد رجوعهم من وسط المدينة اين ذهبوا لقضاء بعض الشؤون وافترض محدثنا انهم ذهبوا للبحث عن شغل ما.. عم العيد صاحب « القيطون » اعتاد على قرع ابواب المسؤولين من اجل ادراك غايته دون نتيجة ملموسة مثلما اكده لنا دليلنا ولكنه في المقابل لم يستسلم للياس امام وعود المسؤولين الذين احترفوا حسب دليلنا لغة الأرقام و الوعود مطالبا بالأفعال و الإنجازات الحقيقية..
سقف متداع
اثر ذلك تحولنا الى بيت آخر، استقبلنا افراده بصدررحب وكان في مقدمتهم عم الصغير وهو الجد لهذه العائلة. ادخلنا الى البيت الذي يشتمل على غرفتين فحسب، فيما اغلب المساحة تتمثل في ساحة رحبة تنتظر التشييد وتحويلها الى غرف اخرى وذلك بحكم ارتفاع عدد افراد الأسرة ( 12 نفرا ).. هذا الوضع دفع بعدد منهم الى اتخاذ المطبخ مكانا للنوم رغم ما يمثله السقف من خطر محدق بحكم سقوط جزء منه في فترة سابقة.. اصحاب هذا البيت تقدموا بمطالب متعددة لدى اصحاب القرارالجهوي والنتيجة انتظارثم انتظار الى أجل غير محدد..
في الأثناء زرنا احد البيوت التي لم تكتمل مقوماته بعد حيث لا يتمتع اهله بالكهرباء مما جعلهم يلجؤون الى طهي الطعام كما الخبز بطريقة بدائية الا وهي الإنتظار هو العنوان البارز لكافة متساكني حي مرجع الصيد.. انتظار قد يطول امده بحكم طول الإجراءات المتعلقة بتحسين ظروف عيشهم و ذلك عقب المطالب المتعددة التي رفعوها و لا يزالون الى السلط المعنية لعل من ابرزها الحد من ظاهرة البطالة و تحسين المساكن و تعبيد المسلك المؤدي لحيهم بما يؤمن وصول مختلف وسائل النقل و خاصة الحافلات التي تقل تلاميذ المعاهد
تحقيق : رؤوف العياري

منطقة المقاصبية بعين دراهم :محسوبية.. أكواخ بدائية.. وحالات مأساوية
تقع منطقة المقاصبية في أقصي نقطة من عمادة سيدي يوسف وتبعد عن عين دراهم حوالي 30 كلم.هذه المنطقة التي قمنا بزيارتها مؤخرا تعيش أوضاعا مأساوية صعبة يعجز القلم عن وصفها أوالتعبيرعنها حيث لم تعشها ولم تشهدها بعض المناطق الأخرى التي سبق أن زرناها في مناسبات سابقة.
في هذه المنطقة عششت زمرة الفساد وتغلغلت في كل شبرمن ترابها لتمص دماء متساكنيها وتنهب أموالهم؛ ولم يسلم منهم أحد ليعبثوا بأحوالهم ويتركوهم حفاة عراة جياعا. فمهما كتبنا وعبرنا عن المعاناة اليومية التي يعيشها أبناء هذه المنطقة وماعانوه في العهد البائد من المخلوع وحاشيته الموجودة
أكواخ ومعاناة
في هذه المنطقة المعزولة عن بقية مناطق المعتمدية التقينا بالخالة عبشية بوسعيدي البالغة من العمر 68 سنة، أرملة توفي زوجها وترك في كفالتها عدة أبناء لتصبح هي الوحيدة المسؤولة عنهم. ولتوفر لهم ابسط الضروريات إلي جانب ذلك فهي تعاني من مرض مزمن يتطلب العلاج المستمر. وحتي منحة العجز التي تتحصل عليها وقدرها 70 دينارا فهي غيركافية لشراء الدواء والتنقل والأكل والملبسومما زاد في عذابها وعمق جراحها الكوخ الذي تسكنه حاليا فقد تسبب لها في عدة أمراض لأنه يفتقر إلي ابسط المتطلبات كالنوافذ؛ وحتي بيت الراحة فهو موجود في الخلاء وصحيا هوغير صالح للاستعمال. الخالة عبشية تقول إنها ترعرعت وكبرت في هذا الكوخ إلي حين زواجها فيه وإنجابها للأبناء لكن الحالة بقيت هي هي لم تتغيروتبقي أمنيتها الوحيدة تمكينها من مسكن لائق تقضي فيه ما تبقي لها من عمرهي وباقي أفراد أسرتها. في هذه المنطقة وجدنا حالة أخري للأم عبشية بن نصيب أرملة هي الأخرى تبلغ من العمر 70 سنة وجدناها جالسة أمام كوخها متخذة وسيلة تقليدية للتدفئة بسبب رداءة الأحوال الجوية ونزول الأمطار وشدة البرودة في ذلك اليوم من تاريخ هذه الزيارة. قالت والدموع تنهمر من عينيها بغزارة إنها فقيرة وليس لها من متاع الدنيا إلا هذا الكوخ الذي ورثته عن زوجها وهو يفتقر إلي أبسط مقومات العيش الكريم الأم عبشية تبكي بحرقة كلما تذكرت ابنها الذي يرقد حاليا بأحد المستشفيات بالعاصمة للتداوي، فهي لا تعرف عنه أي شيء في الوقت الحاضروتتمني أن تلقاه وتضمه إلي صدرها لتحضنه وتقبله قبل أن تموت.
أنين وألم
ونحن نواصل عملنا الميداني بهذه المنطقة لفت انتباهنا وجود كوخ ثالث ؛لكن في هذه المرة كان موجودا بأعلى مكان بالمنطقة وبعد سير حوالي ساعة تمكنا من الوصول اليه فسمعا بداخله صوتا يقول بالحرف الواحد (يارب راني تحت ألطافك ففرج عني واشفني وارحمني بجاه نبيك محمد صلي الله عليه وسلم) وحبا للاطلاع والوقوف عما يجري بداخل هذا الكوخ ولجنا الي الداخل فلم نرشيئا نظرا للظلام الدامس الذي كان يخيم على المكان مما حتم علينا اشعال ولاعة لنكتشف جسما ممددا فوق ألواح قديمة وعليه أغطية بالية تنبعث منها رائحة كريهة وكان يئن أنينا يدمي القلوب من شدة الأوجاع التي كانت تنتابه بين الحين والأخروبعد جهد جهيد تمكنا من الحديث اليه بعد أن وجدنا عناء كبيرا لإخراجه أمام الكوخ لأخذ صورة له خاصة أنه كان غير قادرعلي السير.
محمد الهادي العبيدي

المجادبة بجبنيانة :بطالة.. طرقات رديئة.. ونادي الشباب تحول إلى زريبة أغنام
من يقول المجادبة التابعة اداريا لمعتمدية جبنيانة يقول الظلم والحرمان والتهميش ... هي منطقة ريفية تتوق للأفضل وتعاني من العزلة المفروضة في زمن الحرية و الانعتاق ... فماذا عن واقعها؟ وماهي مشاغلها وطموحاتها المستقبلية ؟
طبيعة القرية جعلت جل طرقاتها بمثابة مسالك ترابية يصعب الجولان فيها خاصة في فصل الأمطارما عدا مدخلها من جهة المصيفة الذي تم تعبيده منذ سنوات. و حتى الطريق الرابطة بين مدرستها وطريق جبنيانة- الحنشة على مستوى النقطة الكيلومترية عدد 6 والممتدة على طول 5 كلم و نصف لا تستطيع تأدية دورها الاجتماعي والاقتصادي على الوجه المرضي. هذا الشريان الحيوي تزداد حالته سوءا كلما نزل الغيث النافع ولو بكميات قليلة حيث يكثر فيه الوحل ويتحول الى برك في أكثر من نقطة فتهجره وسائل النقل العمومي وخاصة حافلة الشركة الجهوية للنقل ليتعذر على مستعمليه الالتحاق بمراكز عملهم في ظروف طيبة تاركة التلاميذ في حيرة من أمرهم، مجبرة اياهم على قطع ما بين 3 و5 كلم للالتحاق بالحافلة للوصول الى مؤسساتهم التربوية في أوقاتهم وما يتطلبه ذلك من أتعاب و مجهودات إضافية . فتعبيد هذه الطريق أمر تفرضه الحاجة وهو حلم يراود المتساكنين. وتعهد المسالك الفلاحية بصفة منتظمة ومسترسلة أمر مرغوب فيه مساهمة في الارتقاء بالبنية التحتية للجهة. هذا ولا بد من الإشارة أن القرية لا زالت محرومة من خدمات الهاتف القارو مزاياه في القرن الحادي و العشرين. فهل تفك عزلتها عن محيطها الخارجي ؟
اضطرابات في شبكة المياه
أما في في ما يتعلق بالمرافق الحياتية الضرورية فقد تم تزويد الجهة بالكهرباء و الماء الصالح للشراب. و يؤكد بعض المتساكنين أنهم يتحملون الأتعاب الجسام جراء الاضطرابات التي تشهدها شبكة المياه خلال صيف كل سنة بسبب تدفقها الضعيف وانقطاع الماء داعين الى معالجة هذه المعظلة والقطع مع الماضي. وفي ما يخص النورالكهربائي فانهم يطالبون بتركيزالإنارة العمومية في محيط كل من المدرسة والمستوصف.
فلاحة هامشية
لم ترتق المسيرة الفلاحية الى مستوى الأهداف والطموحات رغم قدرتها على استقطاب اليد العاملة والحد من البطالة وتنمية المنطقة اقتصاديا و اجتماعيا، ويعود ذلك الى عدم انخراط المنطقة في غمار الفلاحة السقوية في ظل عجز صغارالفلاحين ماديا على حفر أبار سطحية و تجهيزها. فاحداث بئر عميقة وإنشاء منطقة سقوية واجب وطني تفرضه الحاجة مساهمة في تطوير القطاع الفلاحي و تعصيره. و يناشد المتساكنون بإعادة النظر في المقاسم الفلاحية بكل من منطقة الحوض و بلتش و التي تحوي 25 ألف عود زيتون و التي وقع توزيعها على فنيي وزارة الفلاحة وعملتها قصد تمكين بعض العائلات المعوزة من مقاسم تساعدهم على تحسين أوضاعهم الأجتماعية و الاقتصادية.
إن المتأمل في واقع مركز الصحة الأساسية يلاحظ دون شك أنه يفتقد الى سياج يصون حرمته ويشكو من نقص فادح في الأدوية و خاصة تلك المتعلقة بالأمراض المزمنة؛ فتوفير الأدوية بمختلف أنواعها و بالقدر المطلوب واجب وطني يفرض نفسه ، والعناية بالبنية الأساسية للمؤسسة الصحية أمر مرغوب فيه في اطارالمحافظة على المكتسبات العامة .
المدرسة تستغيث
لم تحظ مدرسة القرية التي يعود تاريخها الى سنة 1960 بالتعهد والصيانة حيث تضررت احدى قاعاتها بعاديات الزمان فصارت غيروظيفية مما جعل الساهرين على التربية والتعليم يستغلون فضاء المطعم المدرسي و مكتب المدير كقاعات للتدريس و ذلك لسد الشغور الحاصل والمحافظة على السير الطبيعي للدروس، وهو ما يحتم تهيئة وصيانة القاعة المتضررة لاستئناف نشاطها في ظروف طيبة وتعهد شبكة التنوير بالمدرسة الى جانب اصلاح نوافذها اضافة الى العناية ببنينهاالتحتية.
بطالة
يعاني شباب الجهة من الحرمان والبطالة الجاثمة على صدورهم ويؤكد الجميع على ضرورة التدخل الفوري والناجع للأخذ بأيديهم حتى يتمكنوا من تجاوز محنتهم وذلك بتشغيل أصحاب الشهائد العليا و خاصة أبناء العائلات المعوزة منهم وتمكين المتكونين في مراكز التكوين المهني من قروض تساعدهم على بعث مشاريع خاصة والاندماج في الدورة الاقتصادية الى جانب انتداب غيرهم كعملة بالمؤسسات الجهوية . ورغم ما تعج به الجهة من أطفال و شباب و كهول فان هذه الجموع لا زالت محرومة من التثقيف والتسلية ؛ فحتى نادي الشباب الذي تم احداثه سنة 1978 لم يدخل طور الاستغلال.وفي هذا الإطارأفادنا احد المواطنين أن هذا الفضاء حول الى زريبة لتربية الأغنام وهوما يطرح اكثر من نقطة استفهام. فالارتقاء بهذا الفضاء وتجهيزه بالوسائل التربوية التي تستهوي الشباب و تفتح الأفاق أمامه من أوكد المطالب التي يحرص شباب الجهة على تحقيقها .
وضعيات اجتماعية صعبة
يظل عدد العائلات المعوزة المتمتعة بمنحة العوزوبالعلاج المجاني محدودا مقارنة بما تحويه الجهة من حالات اجتماعية صعبة وهو ما يتوجب من الأطراف المسؤولة اعادة النظرفي هذه الوضعيات من أجل الحاق بعضها بقائمة العائلات المنتفعة حتى تنعم بالعيش الكريم.
المختار بنعلية

مهرجان «رجيش» للتراث :فنون.. وخيام.. وأكلات من «الدرع»
ارجّيش «، تلك المدينة الساحلية التي شهدت مؤخرا تظاهرة «مهرجان التّراث» الذي تناغم مع عروض شعريّة وموسيقية وتنشيطية، مع الخيام المنصوبة لمعرض للعادات التقليدية والآلات القديمة وصناعة أدوات الزينة كالحنّة والوشي والحرقوس وغيرها مما تمتاز به هذه القلعة الرّاسخة في التاريخ والحضارة
جودة الدّرع...ميزة خاصّة برجّيش
كان مرافقنا السيد محمّد الفقيه حسن، مدير المركّب الثقافي برجيش يستعرض للحاضرين ضمن فعاليّات المهرجان في دورته الثانية ما نصب من طاولات حملت أنواعا من مأكولات يومية وموسمية تشتهر بها المنطقة، وخاصّة منها أكلات « الدّرع « التي تتوزّع على المرطبات « الحلو» و»البسيسة « و»الصّحلب «و»البازين «الذي يشبه الثّّريد في طبخه ،إلا أنه يطبخ بالأرنب، وسمك «القاروص» و» الكرشو « مع «مرقة «خاصة ذات نكهة من النباتات الطبيعية التي تنبت في الجهة...
وعن زراعة نبتة الدّرع تبدأ الحكاية التي توارثتها أجيال إلى الوقت الحاضر، لكنها توشك أن تندثر نظرا للمشاق المضنية التي تتطلبها مثل هذه الزراعة التقليدية، وحريّ بالجهات المسؤولة إحياؤها والتّشجيع عليها تبعا لما سنورده في خصوصها من أكثر من مصدر وأكثر من مزارع...
*أوّل الصّيف موعد الزّراعة
تبدأ طريقة انتاج « الدّرع « بتهيئة الأرض وتسويتها وتسميدها بالسماد الطبيعي « غبار» وتقسيمها إلى مقاسم تسمّى « مطاير» وبذر حبوب الدّرع وريّه في انتظار أن ينبت ويستوي على سوقه لتبدأ المعاناة مع إزهاره ونمو الحبوب دون غفلة عن عمليات الرّي في الصيف الساخن، وملازمة الفدّان قرابة الشّهر حتى تيبس حبوب الدّرع التي تعتبر أشهى ما تتغذّى به العصافير[البزويش]، وطردها باستعمال طرق تقليديّة كالفزّاعات والطلق الناري باستعمال البنادق أو الآلات الخاصة التي تكون مكلفة جدّا لكثرة الطّيور التي لاتفارق المكان كامل اليوم، ليتّحد الفلاّحون فيما بينهم مع أبنائهم التلاميذ تزامنا مع العطلة المدرسيّة الصيفية لطرد هذه الآفة(البزويش) التي تأتي على هكتارات في حال التغافل عن مراقبتها. ومع بوادر الخريف الأولى تبدأ محنة حصد المحصول وحمله إلى البيدر» المندرة» التي عادة ما تكون على أرض جبلية لتسهل عملية « الدّريسة» بالجاروشة أو بوسائل أخرى تفي بفصل الحبوب عن الفروع التي تستغلّ كغذاء للماشية ، ثم يقع تصفية وتنقية « الدّرع» لخزنه وبيعه لتجّار يفدون من مختلف مناطق البلاد وخارجها تهافتا لاقتناء هذه النّوعيّة الجيّدة التي يفوق سعرها السّعر المتداول لما امتازت به من جودة عالية من خلال النشويات والمواد الغنية في بذرة « الدّرع « الذي يوصف كدواء لجبر الكسورو ينصح به للأطفال والشّيوخ ، وفي استعمالات لا يحذقها إلا أهالي «رجيش «.
ناجي العجمي

المعبر الحدودي براس جدير
عدد القادة العسكريين المنشقين عن القذافي في ارتفاع
شهدت حركة العبور بالمعبر الحدودي براس جدير نهاية الأسبوع حركة كثيفة خاصة بعد تأزم الأوضاع في المناطق الغربية لطرابلس واحتدام المعارك بين قوات القذافي والثوار إضافة إلى عمليات النيتو التي وسعت في عمليات قصفها لتصل إلى الأحياء والمناطق المجاورة للعاصمة. كما شهد الأسبوع الماضي دخول ما يقارب 23 إطارا عسكريا من القوات الموالية للعقيد القذافي إلى التراب التونسي عبر ميناء راس جدير.
تبادل تجاري
أمام ارتفاع نزوح المواطنين الليبيين الى الاراضي التونسية عرفت مدينة بنقردان حركية تجارية كبيرة حيث عمدت عائلات ليبية الى جلب امتعة ومواد يعرضونها في الاسواق للبيع لمجابهة ارتفاع اسعار المواد الغذائية والمحروقات الامر الذي حدا بعديد الليبيين الى امتهان عملية تهريب البنزين من تونس إلي ليبيا.
وسجل المعبر الحدودي راس جدير طيلة الاسبوع الماضي يوميا خروج ما يفوق 150 شاحنة ليبية من التراب التونسي في اتجاه ليبيا محملة بالمواد الغذائية والحليب والمياه المعدنية والمشروبات الغازية والبسكويت وحافظات الاطفال ومواد التنظيف.
العوني لعجيل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.