فهمي البليداوي شاب تونسي من مدينة قبلي حائز على الماجستير في التصرف عشق العمل الإذاعي فخاض التجربة بروح مغامرة وتحد. شهدت ولاية قبلي في أواخر شهر سبتمبر الماضي انطلاق بث اذاعة على شبكة ال«نات» تحمل اسم «نفزاوة» هذه الاذاعة تبث يوميا من الساعة التاسعة صباحا إلى منتصف الليل ويعمل فيها 26 شابا وشابة بين صحفيين وتقنيين ومنشطين إلى جانب المتعاونين وقد لفتت هذه الاذاعة الشابة الانتباه وأصبحت معطى ثقافيا في ولاية قبلي خاصة ان أغلب العاملين فيها من الشباب ومن أصحاب الشهائد العاطلين عن العمل.
فهمي البليداوي باعث القناة شاب مغامر خاض تربصات في الاذاعة الوطنية لكن طموحه دفعه إلى الدخول في هذه المغامرة دون سند ودون تشجيع من الدولة ولا من الخواص، وحلم العاملين في هذه الاذاعة اليوم هو ان تتحول إلى شبكة ال«أف أم» وهذا ليس مستحيلا لو تتوجه إليهم عناية الدولة فهذا المشروع ليس حلما الآن لكنه حقيقة ومن المفروض أن تكون سياسة التشغيل قائمة على دفع هذه المبادرات في إذاعة كهذه في جهة فيها عدد كبير من أصحاب الشهائد العاطلين عن العمل قادرة على توفير مواطن شغل حقيقية لحوالي 30 شابا إلى جانب الدور الذي يمكن أن تلعبه في التنمية.
إذاعة نفزاوة مولود إعلامي بدأ يشتد عوده في الصحراء رغم غياب الامكانيات وهو أحد ألوان صحافة المواطنة والقرب وهو ينتظر لفتة من حكومة الثورة التي يفترض أن تمنح أولوية للمبادرات والمشاريع التي انطلقت ولا تنتظر إلا الدفع والتشجيع ومن بين هذه المشاريع «راديو نفزاوة» الذي نجح في فترة قصيرة في أن يلفت إليه الانتباه والاهتمام.
فهذا الشاب فهمي البليداوي لم ينتظر ان توافق الدولة على مشروعه ولم ينتظر أن يحصل على قروض أو مساعدات بل انطلق في العمل وتجسيد حلمه وهذه الخطوة الأولى في الطريق الطويل.
فمن يلتفت إلى هؤلاء الشبان الحالمين في منطقة ظلمها التاريخ والجغرافيا؟