مع تواصل زخم مبادرات الحل السياسي في سوريا أشارت مصادر معارضة سورية إلى قبول دمشق ب «الورقة الإبراهيمية» لتسوية الأزمة فيما يصل المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي إلى موسكو اليوم لتدارس إمكانية عقد «جينيف 2» في جانفي 2013. قال المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة حسن عبد العظيم إن الحكومة السورية أعطت موافقتها للأخضر الإبراهيمي على عدد من النقاط أبرزها وقف العنف وتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة.
النقطة العالقة الوحيدة
وأوضح عبد العظيم في اتصال هاتفي مع صحيفة «الحياة»، أن لقاءه مع الإبراهيمي كشف أن نقطة بقاء الرئيس السوري في السلطة خلال الفترة الانتقالية تبقى النقطة الوحيدة العالقة. وأضاف أن الإبراهيمي أبلغه بعدم فشله في مهمته وتصميمه على النجاح، وأنه سيعود الى جنيف ليعمل على توافق أمريكي روسي يظهر في مؤتمر «جينيف الثاني»، وأنه عند التوافق سيصدر قرار عن مجلس الأمن يلزم المعارضة والنظام بتطبيقها. وأشار عبد العظيم، في سؤال عن التنسيق مع معارضة الخارج، إلى أن الهيئة تعمل على عقد مؤتمر “القاهرة -2» بحضور الهيئة والائتلاف الوطني والمنبر الديموقراطي والهيئة الكردية العليا من أجل التوافق على الحل السياسي. وأكّد أنه “لا طرف في المعارضة السياسية يمثل المعارضة كاملة”.
جانفي القادم
وفي سياق متصل بالتسوية السياسية في سوريا , أعلن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي أمس أن اللقاء الثلاثي القادم بشأن سوريا الذي تشارك فيه روسيا والولايات المتحدة والاخضر الابراهيمي قد يعقد في جانفي القادم. وأضاف في تصريحات صحفية ان قرارا نهائيا بشأن اللقاء الذي سيعقد على مستوى نواب وزراء الخارجية، سيتخذ بعد الزيارة المرتقبة للابراهيمي الى موسكو. وقال «سنستمع الى ما يقوله الأخضر الابراهيمي بشأن الوضع في سوريا وبعد ذلك، على الأرجح، سيتخذ القرار حول لقاء «الباءات» الثلاث أي لقاء الأخضر الابراهيمي ووليام بيرنز وميخائيل بوغدانوف. لكن هذا اللقاء سيعقد في جانفي بعد الأعياد (عطلة الميلاد ورأس السنة)». ومن المقرر أن يجري الابراهيمي اليوم السبت محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشأن سبل التسوية السورية. وسيطلع الابراهيمي الوزير الروسي على نتائج زيارته الأخيرة الى دمشق.
وكان اللقاء الأول بين الابراهيمي وبيرنز وبوغدانوف قد عقد يوم 10 ديسمبر الجاري في جينيف. وحسب معلومات الخارجية الروسية، فإن الأطراف اتفقت خلال اللقاء على ضرورة الحيلولة دون مواصلة انزلاق الصراع السوري نحو السيناريو العسكري.
وأكد الجانب الروسي على قناعته بان قرارات الاجتماع الوزاري لمجموعة العمل بشأن سوريا في جينيف في 30 جوان الماضي، مازالت تشكل أساسا لا بديل له للخروج السلمي من الصراع السوري الداخلي.
في هذه الأثناء , أفاد مصدر ديبلوماسي لجريدة «النهار» اللبنانية ان «روسيا تضع كل ثقلها من أجل انجاح المبعوث الاممي إلى سوريا الاخضر الابراهيمي في مهمته، وهي غير متمسكة بنص خطة جنيف بل تقبل بتعديلات يرى المبعوث الدولي والعربي أنها يمكن ان تؤمن وقف العنف في أسرع وقت وتمنع «صوملة سوريا» و«افغنتها»، وابعاد التنظيمات المتطرفة التي تصنفها «ارهابية» عن التسبب بانهيار بنية الدولة فضلاً عن الوصول الى الحكم». قال المصدر الى ان «المشكلة التي يعصى على الابراهيمي حلها حتى اليوم تكمن في صعوبة اقناع الطرفين بوقف النار».
واعتبر ان «وقف الانتقاد الامريكي الرسمي للنظام في سوريا هو انعكاس لتفاهم مع الروس على دعم الابراهيمي الذي لم ييأس بعد من عدم التجاوب معه»، ملاحظا ان «الاشتباكات بين الطرفين تزداد ضراوة وان اعداد الضحايا والجرحى ارتفعت نسبتها، وكذلك النزوح الداخلي والخارجي مما يرفع كلفة المساعدة الانسانية».