خارطة طريق عراقية .. هي تلك الورقة التي قدمتها بغداد إلى قمة عدم الانحياز في العاصمة الإيرانيةطهران قصد تسوية الأزمة السورية فيما جددت موسكو وبيكين دعوة الحكومة والمعارضة إلى الجلوس على طاولة الحوار . أعلن علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان الاخير قدم خلال مؤتمر قمة عدم الانحياز في طهران، مبادرة لمعالجة الأزمة السورية تتضمن تشكيل حكومة انتقالية قد تضم الرئيس بشار الأسد.
حكومة انتقالية
وقال الموسوي ان «المالكي قدم مبادرة لحل الأزمة السورية تتضمن تشكيل حكومة انتقالية تضم جميع مكونات الشعب السوري، وتتفق الأطراف على الشخصية التي تترأسها».
وأضاف أن المبادرة تتضمن كذلك اختيار شخصية سورية مقبولة لدى الجميع للتفاوض مع المعارضة بهدف الوصول إلى حل للأزمة، مشيرا إلى انها (المبادرة) تدعو إلى وقف العنف من جميع الأطراف ودعوة البلدان لعدم التدخل في الشأن السوري الداخلي.
وأفاد ان المبادرة تدعو كافة الأطراف في سوريا الى الجلوس الى طاولة حوار وطني تحت إشراف الجامعة العربية، كما تشمل دعوة مختلف الأطراف المؤثرة في سوريا من أجل قبول مشروع تشكيل مفوضية مستقلة للانتخابات، وإجراء انتخابات تحت إشراف دولي وعربي.
واضاف أنها تدعو كذلك إلى دعم جهود المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي من أجل تقبل الحل السلمي، موضحا أن المبادرة تعد تطويراً للمبادرة التي طرحها العراق بشكل غير رسمي خلال القمة العربية التي عقدت في بغداد وسلمها إلى بعض القادة.
وفيما لا تزال المعارضة والحكومة السوريتان في طور مناقشة المبادرة العراقية , جددت روسيا والصين الدعوة الى تفعيل المسيرة السياسية في سوريا بمشاركة الحكومة والمعارضة على اساس قرارات مجلس الامن الدولي وبأسرع ما يمكن .
جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية الروسية في ختام لقاء ميخائيل بوغدانوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى الشرق الاوسط نائب وزير الخارجية الروسي مع السفير الصيني في موسكو .وتبادل الطرفان الآراء حول القضايا الرئيسية للشرق الاوسط وشمال افريقيا مركزين على الوضع في سوريا وحولها. واكد البيان ان الطرفين اشارا الى ضرورة الوقف الفوري لاراقة الدماء في هذا البلد وتشغيل المسيرة السياسية بمشاركة الحكومة السورية والمعارضة على اساس القرارات التي اتخذها مجلس الامن الدولي بهذا الصدد وخطة كوفي عنان واتفاقية جنيف لمجموعة العمل حول سوريا.
مبادرة إيرانية وفي سياق مبادرات التسوية السياسية في سوريا , تسعى إيران من خلال قمة عدم الانحياز التي اختتمت أشغالها أمس الجمعة إلى تسويق مبادرتها لحل الأزمة السورية . وتقوم المبادرة بحسب ما أوضح مساعد وزير الخارجية الإيراني مجتبى فردوسي ل«الميادين» على أصول معروفة إلتزمت بها كل المبادرات ومن ضمنها: رفض العنف بشكل مطلق وتأمين أرضية مناسبة لحوار وطني سوري رفض التدخل الأجنبي العسكري وغير العسكري. ومن بين بنود المبادرة الإيرانية تعزيز المراقبة الدولية بشأن وقف العنف لأن الحوار بين النظام والمعارضة في سوريا يجب أن يتم في جوّ هادئ.
بيان ختامي
وفي أورقة اجتماع قمة عدم الانحياز بطهران , أكدت مصادر إعلامية مطلعة حصلت على نسخة من البيان الختامي للقمة أن المجتمعين أدانوا العقوبات الأمريكية على سوريا، ودعوا إلى الشروع في حوار أمريكي سوري. وقد أعرب المجتمعون بحسب مشروع البيان عن ترحيبهم بمهمة المبعوث الجديد للأمم المتحدة إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، حاثين جميع الأطراف على تسهيل مهمته. وطالب المشروع إسرائيل برفع الحصار اللاإنساني عن قطاع غزة، مؤكداً استمرار أعضاء دول عدم الإنحياز بالمطالبة بمحاسبة اسرائيل على جرائمها في غزة، وشجب مشروع البيان حملة المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية والقدس الشرقية.