يعيش الشارع التونسي وأساسا الشارع السياسي على وقع التحوير الوزاري المنتظر في الوقت الذي صار فيه المواطن يشعر بوطأة الأزمة الاقتصادية وبصعوبة الحياة اليومية في ظل ارتفاع غير مبرّر للاسعار وتفشي ظاهرة الاحتكار وتواصل عمليات التهريب. وهذه هي المرة الأولى التي يهتز فيها كل الشارع التونسي بأمر التحوير الوزاري فرغبة الجميع الآن هي وجود حكومة تكون قادرة فعلا على مواجهة المشاكل التي يعيشها المواطن...
الآن يحتاج التونسيون الى وزراء لا يرفعون الشعارات والمقولات الثورية في شاشات التلفزة وعلى أمواج الاذاعات وفي الصحف بل يحتاجون الى وزراء ينجحون في مهامهم ويخلصون في تحمل الأمانة ويصدقون في خدمة الناس. هناك من السياسيين الآن الذين يعتقدون أنهم معنيون بالدخول الى الحكومة الجديدة المنتظرة انطلقوا في خطاباتهم النارية بل إن البعض شرع في التهديد وفي الوعيد لكن التونسي اليوم اقتنع بأن الهدف يتمثل في الوصول الى النجاح وتحقيق الحياة الكريمة للتونسي وليس الزج بالبلاد في متاهات جديدة لا نعلم نهايتها...
لقد نجحت حكومة الجبالي في تحقيق استقرار ملحوظ للدولة ونجحت في التغلب على الكثير من المشاكل واجتهد العديد من الوزراء في تحقيق الأهداف وأعادوا الثقة الى الناس لكن ذلك لا يحجب حقيقة أن بعض أعضاء الحكومة لم يوفقوا في تحقيق الأهداف وأن التخلي عنهم هو عمل في مصلحة تونس وشعبها... للحكومة الحالية نوايا صادقة لخدمة الناس والنهوض بالدولة والتحوير الوزاري المنتظر يدخل أيضا في تلك النوايا...