رغم أن منتخبنا الوطني خاض إلى الآن مقابلة ودية واحدة في إطار إستعداداته ل «كان 2013» بجنوب إفريقيا فإن ملامح التشكيلة الأساسية التي سيعول عليها سامي الطرابلسي في هذه التظاهرة القارية بدأت تتضح. لئن اعتمد مدرب المنتخب الوطني في «كان 2012» على الثنائي كريم حقي وأيمن عبد النور فإنه من المنتظر أن يحافظ مدافع تولوز عبد النور على مكانه في التشكيلة الأساسية للمنتخب على أن يكون بجانبه مدافع الترجي الرياضي وليد الهيشري مع العلم أن الطرابلسي يحبذ عدم إدخال أي تعديل على تركيبة محور الدفاع وذلك حسب ما أثبتته مشاركة «نسور قرطاج» في «كان 2012» ولكن بقي أن نشير إلى أن الاختيار على وليد الهيشري قد يثير جدلا لا ينتهي في ظل الأزمة التي عاشها هذا اللاعب مع الترجي الرياضي خلال الفترة الماضية ولكن لا بد في المقابل أن يكون الثنائي المذكور جاهزا من الناحية البدنية بما أن عبد النور لعب مع فريقه أكثر من 1200 دقيقة كما أن الهيشري يشارك بإنتظام مع الترجي الرياضي ويملك خبرة المقابلات الإفريقية.
بين العيفة والبدوي
إقتلع بلال العيفة خلال «كان 2012» مكانه في التشكيلة الأساسية للمنتخب وبما أنه أظهر استعدادات جيدة في الموسم الماضي مع الافريقي صاحب أفضل دفاع في البطولة المحلية فإنه من المنطقي أن يظهر العيفة كأساسي على أن يلعب في الخانة اليمنى لدفاع «نسور قرطاج» وسيجد العيفة منافسة كبيرة جدا من قبل لاعب النجم الساحلي رامي البدوي الذي برهن أنه يملك إمكانيات محترمة جدا في مقابلة المنتخب ضد العراق أما بخصوص زميلهما أنيس البوسعيدي الذي يجيد اللعب في الخطة نفسها فإنه من الصعب جدا أن يتمكن من كسب الرهان ضد العيفة والبدوي وذلك حتى وإن كان جاهزا من الناحية البدنية بما أنه لعب مالا يقل عن 1300 دقيقة مع فريقه «تافريا» الأوكراني ولا ننسى أن هذا اللاعب كان إحتياطيا في «كان» 2012 وكلها مؤشرات تؤكد أنه سيواصل الجلوس على بنك الإحتياطيين في «كان» جنوب إفريقيا هذا طبعا إن لم يحذف إسمه من القائمة النهائية للمدرب سامي الطرابلسي.
المولهي والهمامي لتعويض التراوي والقربي
من المنتظر أن يعوّل سامي الطرابلسي على الثنائي خالد المولهي وشادي الهمامي كلاعبي إرتكاز خاصة في ظل الإستعدادات الجيدة التي أظهرها الثنائي المذكور مع فريقيهما الترجي الرياضي والكويت الكويتي وسيعوض المولهي والهمامي الثنائي التراوي والقربي الذي إعتمد على خدماته الطرابلسي في «كان» 2012 ومن المؤكد أن مدرب المنتخب يدخل بعض التغييرات على تركيبة هذا الخط كلما إقتضى الأمر سواء بإضافة متوسط ميدان إضافي أو سحب لاعب من الثنائي المذكور واقحام آخر في مركزه وفي هذا السياق بإمكان الطرابلسي الزج بمتوسط ميدان الافريقي هتان البراطلي أو محترف «مرسن» التركي وسام بن يحيى الذي يعتبر أفضل لاعب وسط في الفترة الحالية أو كذلك لاعب الترجي مجدي التراوي (ولو أن هذه الأخير قد يكون خارج القائمة النهائية للمنتخب بسبب عدم جاهزيته من الناحية البدنية أو على الأقل اللعب كإحتياطي).
منافسة مفتوحة على كل الإحتمالات
بعد أن حدد الطرابلسي ثنائي الإرتكاز من المنتظر أن يظل وفيا كعاداته ويختار ثلاثي يتمتع بصبغة الهجومية وبمهارات فنية معينة ليتمركز أمام المولهي والهمامي، وفي هذا السياق قد يعول مدرب المنتخب على خدمات محترف «إيفيان الفرنسي» صابر خليفة وزميله السابق في الفريق نفسه زهير الذوادي بالإضافة إلى الوافد الجديد من «باستيا» الفرنسي وهبي الخزري ولكن الطرابلسي وفي صورة إختار الثلاثي المذكور فإنه سيكون مطالبا بمنح خليفة والذوادي فرصة الظهور لأطول مدة ممكنة في المقابلات الودية التي سيجربها المنتخب قبل التحول إلى جنوب إفريقيا بما أن خليفة شارك في 600 دقيقة فحسب مع «إيفيان» كما أن الذوادي لعب حوالي 230 دقيقة فحسب مع الفريق نفسه ولا بد أيضا من أن يسمح للخزري بالمشاركة لأطول مدة أيضا في الوديات وذلك ليس بهدف اعداده على المستوى البدني كما هو الشأن بالنسبة إلى الذوادي وخليفة لأن الخزري ظهر لمدة لا تقل عن ألف دقيقة مع فريقه، ولكن لتحقيق عنصر الإنسجام بينه وبين بقية اللاعبين بما أنه انضم للمرة الأولى إلى صفوف المنتخب ومن جهة أخرى هناك لاعب آخر في دائرة المنافسة على إقتلاع مكان ضمن الثلاثي المذكور وهو محترف أتلتيكو مدريد الإسباني عبد القادر الوسلاتي والحقيقة أن حظوظه تبدو شبه معدومة خاصة إذا عرفنا أن الوسلاتي لم يلعب سوى 15 دقيقة فحسب مع ناديه وقد يكون من الصعب جدا أن يضمن مكانه في التشكيلة التي سيختارها الطرابلسي.
ماذا عن خط الهجوم؟
يدخل مهاجم «لوكارن» البليجكي حمدي الحرباوي بحظوظ وافرة للظهور في التشكيلة الأساسية للمنتخب التي قد تشاهد منافسة كبيرة بين الثلاثي المذكور وأسماء أخرى مثل أسامة الدراجي الذي قدم مردودا محترما في لقاء العراق ولو أن هذا اللاعب أيضا ليس في أوج جاهزيته البدنية بحكم أنه لعب حوالي 700 دقيقة مع فريق «سيون» خلال الموسم الحالي ونجد لاعبا آخر سينافس بدوره الأسماء المذكورة وهو يوسف المساكني الذي كان عنصرا موثرا جدا في «كان» 2012 لكن ينتظره الآن عمل بدني كبير جدا ليستعيد إمكانياته مع العلم أن يوسف كان قد بدأ «كان» 2012 كإحتياطي ثم أصبح أساسيا وهو ما قد يتكرر في كان 2013 ويوجد شأنه في ذلك شأن عصام جمعة المحترف في الكويت الكويتي ويعوّل الحرباوي على جاهزيته البدنية الكبيرة بما أنه يعد أحد أكثر لاعبي المنتخب مشاركة مع فرقهم خلال الموسم الحالي حيث لعب أكثر من 1600 دقيقة في حين يعوّل عصام جمعة على خبرة السنوات لاقتلاع مكان في تشكيلة المنتخب ومن جهته سيسعى المهاجم الصاعد للنادي الصفاقسي فخر الدين بن يوسف منافسة الثنائي المذكور أن يظهر في التشكيلة حتى وإن لم يبدأ المقابلات كأساسي.
معركة محسومة
بالنسبة إلى حراسة المرمى فإن كل المؤشرات تؤكد أن الطرابلسي سيضع ثقته في حارس مرمى الترجي معز بن شريفية عوضا عن حارس النجم الساحلي أيمن المثلوثي الذي كان الحارس الأول للمنتخب في «كان 2012».
الغربي ثم شمام
بقي مركز واحد لم نتحدث عنه وهو الظهير الأيسر حيث من المنتظر أن يختار الطرابلسي تشريك فاتح الغربي في الجهة اليسرى لدفاع المنتخب خاصة وأن اللاعب المذكور قادر على القيام بدور مزدوج حيث يحذق الدفاع وبإمكانه المساهمة في معاضدة الهجوم كما فعل في لقاء تونس ضد السيراليون عندما سجل هدفا مهما لنسور قرطاج أما زميله خليل شمام فإنه سيلازم حتما بنك الاحتياطيين وذلك قياسا بالخصال التي يتمتع بها الغربي وبإعتبار أن شمام غير جاهز من الناحية البدنية ولكن نتوقع عموما أن يظهر لاعب الترجي في بعض مقابلات المنتخب تماما كما حدث في كان 2012 عندما عول عليه الطرابلسي في لقاء المنتخب ضد الغابون والذي كان شكليا نسبيا بما أن المنتخب التونسي اختار التعويل على عدة لاعبين احتياطيين بعد أن تأكد من الترشح إلى الدور الثاني آنذاك كما قام الطرابلسي بتشريك شمام في مقابلة غانا في إطار الدور ربع النهائي.
التشكيلة المحتملة
بعض استعراض هذه المعطيات يمكن القول إن التشكيلة التقريبية المنتخب ستكون على النحو التالي في «كان 2013» بن شريفية الهيشري أيمن عبد النور العيفة (البدوي) الغربي (شمام ) المولهي (البراطلي ) الهمامي ( يحيى) الذوادي الخزري خليفة أو كذلك (الدراجي المساكني الوسلاتي ) الحرباوي أو (جمعة أو بن يوسف).