نظمت المندوبية الجهوي للسياحة بالاشتراك مع ولاية المهدية يوم الأربعاء المنقضي الدورة الأولى لمهرجان الزيتونة بعمادة الحكايمة من معتمدية المهدية. وقد مثلت هذه التظاهرة مناسبة لإحياء الموروث الثقافي والحضاري المتنوع بجهة المهدية الساحلية الأصيلة التي تحفظ لوحات من الحياة اليومية للعائلة الريفية بهذه الربوع الطيبة من بينها تقنيات غراسة الزياتين، وانتاج الزيت، وخياطة الملابس التقليدية والتطريز، وخاصة انتاج «حرام حرير» وهو لباس نسائي تقليدي تختص به المنطقة وتعتمد صناعته على مادة الحرير الطبيعي الى جانب التقاليد الغذائية وتراثها الاحتفالي.
بحضور جماهيري تلقائي، وأجواء احتفالية زادت من بهجتها العرض الموسيقي لماجورات المهدية انطلقت عمليات جني الزيتون باحدى الضيعات المجاورة بالطريقة التقليدية واستعمال الآلة انتهت بمسابقة للجني بين السياح من مختلف الجنسيات الذين توافدوا على المنطقة بأعداد كبيرة، لينتقل الجميع الى معصرة الزيتون البيولوجية على عين المكان التي تحولت الى فضاء للعروض الثقافية بأنشطة استعراضية وفولكلورية، ومعارض لزيت الزيتون البيولوجي، وصابون الزيت ومشتقاته من انتاج الشركة التعاونية «زويلة»، اضافة الى اقامة ورشات للابداعات الحرفية للصناعات التقليدية، وعرضا للباس التقليدي بالجهة، لتزيد خيمة العولة من معتمدية سيدي علوان رونقا متميزا لساحة المعصرة، حيث تعرّف الزوار عن قرب وخاصة السياح الأجانب على عادات وتقاليد المرأة الريفية لاعداد بعض الأطعمة التي لها علاقة بالزيتون والزيت وخاصة «الشبتية»، وعملية هرش الزيتون بالرحى التقليدية لاستخراج زيت النضوح.
ويعتبر مهرجان عيد الزيتونة حسب منظميه فرصة لتنشيط الحركة السياحية والثقافية بالجهة، والتعريف بمكونات منتوجها السياحي الثري، والتسويق له، الى جانب عدة تظاهرات ثقافية تمتد على كامل السنة وخاصة فصل الصيف من أهمها مهرجان الموسيقى السيمفونية بالجم، ومهرجان عيد البحر، وليالي المهدية، ومهرجان بومرداس للتراث الغذائي، والمهرجان الجهوي للشعر الشعبي بالرشارشة، ومهرجان العسل بسيدي علوان.