تزامنا مع انطلاق موسم جني الزّيتون في مختلف مناطق ولاية المهديّة، اختتمت فعاليّات عيد بومرداس لمذاقات التّراث الغذائيّ ضمن المهرجان السّنوي «زيت الزّيتونة وخبز الطّابونة» في دورته الثّامنة الذي تضمن عديد الفقرات التنشيطية المتميزة. وأشار مدير المهرجان ورئيس جمعيّة صيانة مدينة بومرداس عز الدّين حاج مبروك أن التظاهرة شهدت تنظيم معرض احتضن عديد المشاركات والضيوف من عديد الجهات جمع مختلف الأكلات الشّعبيّة المعرّفة بخصوصيّة كل منطقة على غرار «البسيسة» التي تنوّعت بدقيق الحلبة والشّعير والقمح والحمّص والكسكسي والخبز التّقليديّ بأنواعه والصّناعات التّقليديّة والمنتوجات الفلاحيّة ومختلف الإبداعات من منتوج الحلي واللّباس التّقليديّ وما تقوم به العائلات من «ذخر» أو «عولة» كموروث لا تزال تحافظ عليه جلّ جهات البلاد بمشاركة جمعيّات وأهل حرفة في هذه المناسبة التي شملت مباريات في إعداد الأطعمة تحت إشراف لجنة تحكيم من المعهد الوطنيّ للتّغذية والتّقنية الغذائيّة.
ومن جهته أشاد الطّاهر الغربي المكلف بالإعلام بالمعهد الوطني للتغذية بمثل هذه المهرجانات التي تحظى بدعم من الدّولة والمصالح المعنيّة لقيمة المعروض، والحثّ على العودة للغذاء التّقليديّ التّونسيّ لضمان صحّة جيّدة والتّعريف به لدى النّاشئة على أن يعمّ مختلف المناطق والجهات اعتزازا برصيدنا الغذائيّ الضّارب في القدم والراسخ عبر التّاريخ على مدى حقبات من الزّمن شأن كل الاستعمالات اليوميّة من لباس ومستلزمات الأكل والشّرب التي تعدّ فخرا لكلّ تونسيّ.
مشاركة متميزة للسياح
كان لعديد الضّيوف وللسّياح الأجانب أكثر من فرصة الاطّلاع عن قرب على إعداد بعض الأطعمة على عين المكان وخاصّة عمليّة هرش الزّيتون بالرّحى التّقليديّة لاستخراج «زيت النّضوح» وزيارة معصرة تقليديّة في الجوار للاطّلاع على مراحل تحويل محاصيل الزّيتون، واقتناء ما عرض حيث بلغ سعر لتر الزّيت من النوع الرّفيع ال4 دينارات مع الموادّ الاستهلاكيّة المعروضة للبيع مثل العسل والرّبّ والخلّ والخبز المعدّ من دقيق الدّرع والقطانية والقمح والشّعير والفيتورة والفجل والثّوم، وخاصّة نبتة «اليازول» التي تشتهر بها منطقة «بومرداس» والمناطق مجاورة لها وهي المستخدمة في الطبّ الشّعبي عبر أكلات الخبز والكسكسي تزامنا مع حلول فصل الشّتاء لمقاومة أمراض الموسم.
وللطّفل نصيب
إدارة المهرجان بالتّعاون مع الأستاذة ألفة التّليلي مديرة دار الثّقافة ببومرداس وبإشراف المندوب الجهوي للثّقافة بالمهديّة برمجت عديد الفقرات الموجّهة للطّفل الذي كان له نصيب وافر في هذا العرس وذلك من خلال مدينة للألعاب المنتصبة بباحة دار الثّقافة ممّا خلق حراكا كبيرا في المدينة مع ما ساهمت به فرقة الفنون الشّعبيّة وألعاب الفروسيّة والتّنشيط الذي خلق أجواء من الفرح لأطفال لعبوا ومرحوا وغنّوا.
وعموما، فانّ مثل هذه التّظاهرات اللّصيقة بحياتنا اليوميّة وبتراثنا تدعو الجميع إلى مزيد الإحاطة بباعثيها، وتبنّي مشاريع يكون لها المردود الكفيل للتّعريف بها ضمن مشروع السّياحة الثّقافيّة ترجمت عنه مثل هذه الشّراكة بين بعض نزل الجهة وإدارة المهرجان الممثلة في مديرها عز الدّين حاج مبروك الخبير لدى البنك الدّولي والعائد من ديار الغربة بعد تقاعده الذي ساهم في تحريك سواكن مدينته خاصة والجهة عموما.