في موكب خاشع تراصت فيه الصفوف امتزجت فيه دموع الحرقة بعبارات التكبير والتوحيد شيعت أمس العائلة الرياضية وعائلة النادي الافريقي بالخصوص فقيدها اللاعب لسعد الورتاني الذي وافته المنيّة صبيحة أمس الاول على اثر حادث مرور مروّع بطريق المرسى وسط العاصمة. الأسعد الورتاني تميّز أخلاقا وخلقا وكان لاعبا مميّزا في كل المحطّات التي توقف عندها لذلك بكته كل الأعين من الرياضيين وغير الرياضيين واتحدت وراء جنازته كل الألوان والأطياف في موكب رهيب توقف له لحظة مروره اجلالا وتقديرا كل قاعد وراجل.
وتعطلت حركة المرور
عشية السبت لم تكن عادية بالمرة في كامل الطريق المؤدية من محلّ سكنى الفقيد وصولا الى محيط مقبرة الجلاز التي تعطلت داخله الحركة.
من مسكنه الى حديقة الافريقي
لأنه أحد رموز النادي الافريقي وأحد أبنائه الذي نحت بعرق لم يجفّ بعد مسيرة خالدة «لنادي الشعب» فقد اتفق الجميع بعد استشارة أفراد اعائلته أن يمرّ جثمانه الطاهر في مرحلة أولى بحديقة الافريقي قبل التحوّل الى مقبرة الجلاز وهو ما حصل بالضبط في حدود الساعة الثانية والنصف ظهرا. وكان ذلك وسط حشود كبيرة من جماهير وأبناء الافريقي وحتى من غير أحباء الافريقي، اختفت كل اللافتات في «بارك الافريقي» وصعدت لافتة واحدة تنعى الفقيد وكتب عليها ستبقى في قلوبنا الى الأبد» ورغم أنه كان في البرنامج ان يطوف جثمانه ارجاء الحديقة قبل نقله الى الجلاز الا أن ذلك لم يحصل أمام صعوبة المرور وسط الحشود واكتفى المشيعون بالتوقف أمام الحديقة وتلاوة سورة الفاتحة ترحّما عليه.
كل الجماهير في الموعد
سكت قلب الاسد وغاب «الزقو» عن الوجود تاركا اللوعة والاسى في قلوب أحبائه وأفراد عائلته بالخصوص التي سيكون بلسم جراحها الوحيد أن فقيدها كان محبوبا من الجميع. الورتاني وحّد كل الصفوف وجمع حوله كل الرياضيين وأحباء كل الفرق التي لعب لها أو حتى التي لم تطأ قدمه ملعبها. الجميع كان حاضرا في مقبرة «الجلاز» ولعل المفاجأة إن كنا نعتبرها مفاجأة إن جماهير الترجي بالخصوص وجماهير النجم كانت حاضرة بقوة سواء في موكب الدفن أو حتى من خلال تفاعلاتها الكبيرة في شبكات التواصل الاجتماعي وفي الصفحات الالكترونية، «الزقو» نجح من حيث لا يعلم في توحيد الصفوف.
الوزير في أول الصفوف
وزير الشباب والرياضة طارق ذياب ومستشاره جلال تقية كانا في مقدمة الحضور بصفتهم الرسمية وغير الرسميةوقد بدت علامات التأثر واضحة على السيد طارق ذياب الذي كثيرا ما اثنى على خصال الفقيد. ولم يكن من السهل على المترجلين المرور بكل يسر فضلا عن حركة السيارات التي غصّ بها المأوى وأرصفة الطرقات، الموكب رهيب لا يمكن وصفه بالمرة وينمّ عن قيمة من احتواه موكب الجنازة.
سليم الرياحي رغم الحشود
إضافة إلى السيد كمال ايدير وفريد عباس وبعض المسؤولين السابقين والحاليين للنادي الافريقي فقد حضر السيد سليم الرياحي الذي لم يشأ أن يقف في بهو «المقبرة» وحرص رغم التدفق الجماهيري أن يصل إلى حيث سيوارى الفقيد التراب.
الجزيري ومعلول في منزل الفقيد
زياد الجزيري أحد أصدقاء الفقيد اختار التوجه صبيحة أمس إلى مسكن الفقيد وبكاه هناك طويلا قبل أن يلتحق به مدرب الترجي نبيل معلول.
دموع بن شيخة
عديد المدربين كانوا من بين الحضور لتشييع «الزقو» على غرار السيد مراد محجوب وكامل الاطار الفني الحالي للنادي الافريقي بالاضافة إلى المدرب السابق عبد الحق بن شيخة الذي كان متأثرا إلى أبعد الحدود ولم يقدر على حبس دموعه أثناء مواراة أحد لاعبيه التراب.
وجوه لا يمكن حصرها
لم يكن من السهل أمام تدفق الآلاف من المشيعين حصر عدد الحاضرين سواء من اللاعبين أو المسؤولين فكل الفرق تقريبا كانت ممثلة فقد حضر من حضر من الشبيبة القيروانية يتقدمها رئيسها الحالي فاتح العلويني والسابق محمد عطاء الله وحضر لسعد المغيربي من «البقلاوة» والفاضل حمزة من حمام الأنف وحضر عامر البحري من الترجي وحضر أيضا علي بن ناجي وهيثم عبيد واللاعب ياسين الشيخاوي وأحمد العكايشي والعديد من لاعبي النادي الافريقي الحاليين والقدامى وحتى من غير النادي الافريقي.
لأن شعبية الافريقي لا تقتصر على العاصمة فقد حضر الأحباء من مختلف أنحاء الجمهورية فرادى أو من خلال التنسيق مع خلايا الأحباء التي كانت حاضرة وممثلة عن كل الولايات تقريبا.
حالات اغماء وهستيريا
من بين المشيعين من لم يقدر على تحمّل لحظة الوداع وأصيبوا بحالات اغماء تطلبت التدخل لاسعافهم فيما انخرط عدد كبير من الحضور في هستيريا من البكاء والصراخ.
قالوا عن الفقيد
جلال تقية لاعب متخلق و«رجولي»
«فاجعة كبيرة بالنسبة اليّ وأنا أشهد لحظات الوداع لهذا اللاعب المتخلق الذي تميّز بالرجولة والعطاء وبلا حدود لفريقه النادي الافريقي. في الحقيقة لا أقدر أن أصف مقدار حرقتي وأسفي الكبير على فقدان هذا العزيز «الله يرحموا ويصبّر أهلوا».
محمد المكشر (مساعد مدرب الافريقي) لا تعليق ولا وصف
«لا يمكن أن أصف لك وقع الصدمة وشدة الأسف على فقداننا لهذا العزيز. وأنا أنظر الآن الى هذه الحشود الحاضرة لتشييع جثمانه أزداد قناعة بقيمة هذا الفقيد «الله يرحموا».
عادل الهمامي انسان غير عادي
«فقدنا عزيزا وصديقا، هو إنسان طيّب وخلوق ولاعب غير عادي، لقد عايشته لسنين وعلمت عنه الرغبة في الفوز والتعلق بألوان النادي أعطى دون حدود للإفريقي ولم نسمع يوما أن الورتاني تحدث عن مقابل أو منح أو أشياء أخرى من هذا القبيل وهذا سرّ محبّة الجميع له».
هيثم عبيد سمعت عنه الكثير
«رغم أنني لم أتعرّف اليه عن قرب فقد سمعت عن أخلاقه الكثير وكيف أنه من المحبوبين لدى كل الجماهير الرياضية، صراحة اعتبره مصاب الرياضة وكل الرياضيين وليس النادي الافريقي فقط».