شقيقه وشقيقته وصلا قبل خروج الجثمان بدقائق - سحب القميص رقم 14 من النادي الافريقي - بعيون دامعة وقلوب واجفة ودعت امس العائلة الرياضية في تونس احد ابرز رياضييها الاسعد الورتاني او «الزقو» كما يحلو لاحباء النادي الافريقي مناداته وسط حضور رهيب لاحباء الفريق وعدد كبير من الرياضيين الذين فيهم من اختار ان يكون معه في كل اللحظات انطلاقا من منزله مرورا بالحديقة «أ» التي احتضنته وستبقى شاهدة على ابداعاته بما انه بلل ارضها بعرقه في سبيل اعلاء راية الفريق الذي عاش ومات محبا له ثم مقبرة الزلاج التي احتضنته الى الابد.. جنازته عطلت حركة المرور بسكرة في سكرة اين يسكن الفقيد تجمهر عدد من الرياضيين من مختلف الفرق وغصت حافتا الشارع المؤدي الى داره بسيارات الاهل والاقارب والاصدقاء الكل جاء لالقاء النظرة الاخيرة على الاسعد الورتاني الذي انطفأ فجأة دون سابق انذار بعد ان كان شعلة متقدة في حياة كل من عاشره... هناك وجدنا عبد الكريم النفطي واسامة السلامي وكمال زعيم وبسام المهري وفاتح العلويني ومحمد عطاء الله ونبيل معلول وفريد شوشان وجلال القادري ومروان تاج وجاسم الخلوفي ووسام العابدي وعماد الرياحي ومجدي الخليفي ومعين الشعباني وزياد الجزيري وامير العكروت وطارق الزيادي والقائمة طويلة لا يمكن احصاؤها.. اصعب اللحظات هي التي حمل فيها جثمان الورتاني على الاعناق وسط التكبير الذي امتزج بالصرخات والتلويح بالايادي وداعا الاسعد الورتاني.. زوجته اغمي عليها الاكيد ان زوجة الورتاني كانت الاكثر تأثرا فقد فقدت اقرب الناس واحبها اليها وقد اصرت على وداعه والمشي وراءه والقاء النظرة الاخيرة عليه وهو في السيارة ورغم محاولات المنع الا انها وقفت امام جثمانه ثم فقدت الوعي وحملت على الايدي الى داخل منزلها.. مع العلم ان شقيقه وشقيقته وصلا من الخارج قبل خروج جثمانه من البيت بدقائق وقد كانت لحظات مؤثرة بكى فيها جميع الحاضرين وخاصة فريد شوشان الذي احتضن شقيقة الورتاني التي كانت تردد «يا فريد راني نموت عليه».. الخروج من بيت الفقيد لم يكن سهلا فقد توقفت حركة المرور بالكامل واستغرقت عودتها الى طبيعتها اكثر من15 دقيقة.. حضور رهيب في الحديقة «أ» كان لابد من المرور بالحديقة «أ» التي اصر الراحل على التقاط اخر صورة له امامها ليودع مكانا شهد احلى لحظات حياته واصعبها فقد كان فراقه لحديقة الافريقي صعبا الا ان رحيله كان الاصعب والاشد وقعا على نفوس كل من عرفه... هناك كان الحضور رهيبا فقد غصت الجماهير بالالاف اتت من اجل القاء نظرة الوداع على قلب الاسد ولكن امام ضيق الوقت تمت تلاوة الفاتحة على روحه بالقرب من حديقة منير القبايلي التي علقت على جدرانها صور الراحل... في الوقت الذي تقرر فيه ان يرفع الرقم 14 الذي كان يرتديه الاسعد الورتاني في النادي الافريقي الى نهاية هذا الموسم مع العلم ان سيف العكرمي يرتدي الان هذا الرقم.. الكل حاضر في الزلاج يمكن القول ان جنازة الاسعد الورتاني كانت تاريخية فقل ان شاهدنا حضورا بهذا الكم في مقبرة الزلاج حضر وزير الرياضة طارق ذياب وعدد كبير من المسؤولين من مختلف الاندية ومدربين ولاعبين من كل الفرق التونسية بالاضافة الى حضور كل هيئة النادي الافريقي يتقدمهم سليم الرياحي والرؤساء السابقين، عدد مهول من احباء الاحمر والابيض واحباء الترجي الرياضي.. حيث تمت مواراة جثمانه الثرى.. البعض هناك قال متحسرا انه من الصعب ان نتقبل مواصلة الحياة بدون "الزقو"..