يصبح الحطب كل فصل شتاء مادة تدفئة ضرورية لا يمكن لسكان معتمدية عين دراهم الاستغناء عنها , ولكن تقلص الكميات التي تتوفر سنويا وارتفاع تكاليف قطعها ونقلها جعل أثمانها ترتفع بصفة متواصلة وتصبح مشطة ,فاضطر هؤلاء السكان للبحث عن بديل لها فكان في بداية الأمر وخاصة منذ بداية سنوات الثمانينات من القرن الماضي البترول الأزرق لتوفره بكميات هامة وتدنى أثمانه لكن هذه الأثمان لم تصمد طويلا لترتفع ويصبح المواطنون غير قادرين على اقتناء الكميات اللازمة والتي ترتفع عند تهاطل الأمطار ونزول الثلوج وتدني درجات الحرارة إلى ما دون الصفر ,فبدا العزوف عن البترول الأزرق تدريجيا إلى أن تم الاستغناء عنه بصفة شبه كلية إلا في الحالات القصوى ولكن برودة الطقس في فصل الشتاء جعل هؤلاء السكان يجدون في الغاز الطبيعي ملجأهم الوحيد وأصبح امتلاك أكثر من ثلاثة قوارير امرأ حتميا وضروريا لكل عائلة حتى لا يجد هؤلاء المواطنين أنفسهم أمام صعوبات وأزمات عند كثرة تهاطل الأمطار ونزول الثلوج وانقطاع الطرقات وتعطل حركة المرور ولكن توفر قوارير الغاز في كل الأوقات والظروف ليس بالأمر الهين والمضمون والحل يكمن في تفعيل الاتفاق الثاني بين البلاد التونسية والقطر الجزائري والمتعلق بتنمية مناطق الشريط الحدودي والقرى المتاخمة له وتزويدها بغاز المدن من هذا القطر الشقيق وبذلك يقع الحد من معاناة المواطنين أثناء فصل الشتاء ويقلص من نفقاتهم لتوفير وسائل التدفئة .