نظمت مجموعة من المواطنين وعدد من ممثلي المجتمع المدني وقفة احتجاجية لإيقاف أشغال التنقيب عن النفط وسط حي سكني بمنطقة سدويكش من معتمدية جربة ميدون. الأشغال التي فوجئ بها الأهالي أضحت محل جدل وتجاذبات. انطلقت شرارة هذه الأزمة عندما تفاجأ سكان حي تازيري وشني تحديدا عائلات بن يعلى بتواجد جرافات وآليات ضخمة ثم انطلاق أشغال الحفر في جوار الحي، عند محاولة استفسار الأمر تبين أنها أشغال تنقيب على النفط على عمق 1800 متر في انتظار مرحلة الإنتاج وفق دراسة سابقة منذ سنة 2009 شملت مسحا جيولوجيا لكامل تراب الجزيرة هذه الأشغال تابعة لشركة اكزأويل المختصة في الأنشطة البترولية أثر إعلام الأهالي السلط المحلية بهذه الأشغال أكد كل من معتمد الجهة ورئيس النيابة الخصوصية بميدون بأنه لا علم لهما بهذا الموضوع الذي خلف جدلا كبيرا في الجهة وحامت حوله عدة نقاط استفهام حيث تأكد أن هذا المشروع يفتقد للصبغة القانونية ويسير في ظروف غامضة .
طالب الأهالي في أكثر من مناسبة بالإيقاف الفوري للأشغال من خلال تفعيل دور السلط المحلية إلى حين اتخاذ الإجراءات القانونية الجاري بها العمل في مثل هذه المشاريع لكن بدون جدوى فضاعت مساعيهم بين المماطلة والوعود في ظل تملص كل طرف لمسؤوليته بدءا بالبلدية الراجع إليها النظر التي تخاذلت متحججة بغياب أعوان التراتيب ثم مركز الأمن بسدويكش بدعوى عدم الاختصاص وصولا للحرس الوطني الذي حاول إقناع المواطنين ورئيس الدائرة بقانونية المشروع بالاستظهار برخصة يعود تاريخها إلى أوائل سنة 2011 وفي موقع آخر لا علاقة له بالأشغال الجارية حاليا فلم يجد الأهالي من حل سوى التحرك الشعبي لوقف الأشغال إلى حين تسوية الوضعيات القانونية شارك في هذا التحرك عدد من أهالي منطقة سدويكش وبني معقل .
السيد رضا بن يعلى أحد الأهالي المشاركين في هذه الوقفة الاحتجاجية أكد ل«الشروق» أن موقفه لا يتعارض مع هذه الأشغال كمشروع استثماري في الجهة قد يعود بفوائد اقتصادية هامة لكنه يطالب الشركة بتوخي مسار قانوني تتداخل فيه كل الأطراف المعنية من وزارة صناعةوفلاحةوبيئة لتحقيق جدوى للمشروع وضمان نظافة المحيط وسلامة المنازل المجاورة إذ أن منزله لا يبعد سوى 135 مترا عن موقع التنقيب .