بعد أن أفرغت الوطنية1 جعبتها من الاعادات للمسلسلات الرمضانية وحفلات قرطاج رأت أن الحل في اللحاق بركب التغيّرات هو مسلسل تركي وبرنامج ترفيهي و«كابتن خبزة»... ويتّفق متتبعو الوطنية 1 أن هذه القناة لم تنجح في شد المشاهد قبل وبعد الثورة بالرغم من حيز الحرية الذي اكتسبته في هذه الفترة وبقيت الوطنية 1 رهينة الاعادات من مسلسلات وحفلات مضت عليها سنوات حتى برامجها الجديدة بدت للمشاهد جافة وجدباء خالية من كل مضمون لولا المادة الاخبارية المبعثرة أحيانا والتي تقدّمها نشرة الأنباء كما فقدت القناة آخر مشاهديها.
ورأت إيمان بحرون الرئيس المدير العام للمؤسسة أنه لابد من تطوير المادة التي تقدّمها التلفزة التونسية اليوم. علّها تنقذ ترتيب الوطنية 1من ذيل القنوات وهذه المادة أعطت الأولوية للألعاب من خلال «شريك العمر» وللدراما التركية عبر مسلسل بعنوان «كل أولادي» في 86 حلقة كلفة الواحدة مليون وثمانمائة دينار أي مائة و54 مليون و800 دينار الكلفة الجملية لهذا المسلسل وإن كانت عمولة المسلسلات المصرية 15٪ من قيمة الصفقة لا ندري كم ستبلغ عمولة هذه الصفقة ولمَن ستؤول؟! والملاحظ هنا أن المشرفين على البرمجة الجديدة على الوطنية 1 لم يدرسوا جيّدا احتياجات المشاهد التونسي وإلا لما اقتنوا مسلسلا تركيا خاصة في خضم تخمة الدراما التركية التي أصبحت متوفّرة في جل القنوات العربية.
نجاح قناة في شد أكبر نسب مشاهدة لا تكمن في استيراد مسلسلات تركية أو مسلسلات كرتونية وإنما في صياغة برمجة تكشف عن هويتها وعن هوية جمهورها. فالمشاهد اليوم يبحث عن ذاته من خلال هذه القنوات ولا يمكن أن يتوفر ذلك إلا عبر انتاجات محليّة لكن بمجهودات جادّة وعقلية محترفة.