يقول الكاتب الفيلسوف الفرنسي J.J.Rousseau في العقد الاجتماعي: Le contrat social: «Tous ceux qui prennent tout à la société et qui ne donnent rien en échange sont des frippons»
وتقول الكاتبة الاجتماعية البريطانية Anna Franc Laziness may appear attractive but work gives Satisfaction
وبذلك يساهم المسلم العامل في بناء التنمية الشاملة لمجتمعه في جميع المجالات. ولا تتحقق هذه التنمية إلا بتظافر كل أعضاء المجموعة الوطنية: كل حسب قدراته واختصاصاته وكفاءاته، فيد الله مع الجماعة.
لكن يشترط في هذا العمل أن لا يكون محفوفا بالشبهات وأن يكون حلالا طيبا، شفافا وخالصا لوجه الله: « طلب الحلال واجب على كل مسلم »(رواه البخاري)، وأن يكون متقونا :«إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه» .(رواه البخاري ومسلم) وخاليا من الغش لأن الغش ليس من الإسلام في شيء! فيكون العامل بذلك، قد أرضى الله وأطاعه فسعد وأسعد! ويردد الفرنسيون هذه المقولة يوميا: «Il faut aimer son Travail»
وبهذه الصفات والأخلاقيات يستقيم المسار الوجودي للفرد في صلب مسار بني جلدته اللذين ينتمي إليهم عقيدة وفكرا وأخلاقا وتاريخا وأرضا ووجدانا واقتصادا واجتماعا ، فتصلح أحواله وأحوال المجموعة بأكملها لأن «الفرد للمجموع والمجموع للفرد»: وهي حكمة انبثقت من كيان المجتمع الإسلامي وتعبر عن مبدأ من المبادئ الاجتماعية الجوهرية في هذا المجتمع!!
و هذه المقولة تتعارض بكل وضوح وجلاء مع المقولة الفرنسية والأوروبية والغربية: « كل إنسان لنفسه والله للجميعChacun pour soi et Dieu pour tous!!». وشرف العمل في الإسلام يستمد جذوره من الحلال الطيب وقيم المسؤولية والتضامن والتآزر وعزة النفس وكرامتها! ويتنزل في هذا السياق كلام فولتير Voltaire الكاتب الفيلسوف الفرنسي أحد أساطين عصر الأنوار والثورة الفرنسية 1789 حيث يقول:
«Le travail éloigne de nous trois grands fléaux : le besoin, le vice et l'ennui» (le dictionnaire philosophique)
وهذا الكاتب البريطاني J.G.Holland يقول: «Some people dream of success, while others wake up and work hard at it»
ويؤكد الكاتب الاجتماعي Thomas Carlyle أن:« كل عمل نبيل حتى غزل القطن، وأن العمل والعمل وحده هو النبيل: All work, even cotton spinning, is noble! Work is alone noble»!!»
ونختم بما يقول رسول الله صلى عليه وسلم ، الكادح الأول في هذه الأمة :«من أمسى كالا من عمل يده أمسى مغفورا له» !!(رواه البخاري ومسلم).