على عكس السنة الفارطة يبدو ان حالة من البرود والفتور امتزجت بمشاعر الغضب والاستياء قد استحوذت على مشاعر الاهالي ونشطاء المجتمع المدني في تالة مما جعل طعم الاحتفال هذه السنة بالذكرى الثانية للثورة مرا مرارة الحياة التي يعيشها الناس في الجهة. وتعود اسباب الامتناع عن الاحتفال هذه السنة الى احتجاج الاهالي على تواصل واقع التهميش وغياب استراتيجيات تنموية بالمنطقة. دار الثقافة بتالة التي يعول عليها دائما في انجاح التظاهرات تعرضت للمرة الثانية للنهب والسرقة ومع ذلك لم تشأ ان تمضي الذكرى الثانية للثورة دون ان تقدم بطريقتها برنامجا خاصا للاحتفال بالذكرى. الشروق التقت بالسيدة شريفة بولعابي مديرة دار الثقافة للتعرف على برنامج احتفالات الدار بذكرى ثورة تالة ورصد الاسباب التي تفسر حالة البرود واللامبالاة لدى الناس ازاء فكرة الاحتفال. اكدت المديرة في البداية ان شعار احتفالات دار الثقافة بتالة بذكرى الثورة هو «الوفاء للشهداء» وتمتد من 8 الى 14 جانفي وتضيف بان المشرفين على هذه الاحتفالات يحرصون على تحييد دار الثقافة عن التجاذبات السياسية والنأي بها عن الاعتبارات الحزبية والايديولوجية التي من شأنها ان تساهم في تعميق حالة الانقسام السياسي الطاغي في البلاد. وهو ما يبرر حسب رأي المديرة اقتصار برنامج الاحتفالات على العروض الثقافية والفنية. وتؤكد محدثتنا ان الغاية من البرنامج الثقافي التي طرحته دار الثقافة هو التذكير بدور الشهداء والوفاء لدمائهم الزكية وفي نفس الوقت التذكير بحالة التهميش وغياب افق التنمية في الجهة وبخصوص البرمجة حصلت «الشروق» على الخطوط العامة لبرنامج احتفالات دار الثقافة بتالة بالذكرى الثانية للثورة يمتزج فيها ما هو فني ملتزم بالعروض الفتوغرافية التي تسجل احداث ثورة تالة وتخلد ملحمة الشهداء ومسابقات في الرسم وعرض افلام تسجيلية توثيقية: فيلم بعنوان «الصفي الشهيد الحي» لنعيم غرسلي وعماد مورالي فيلم توثيقي عن احداث تالة للفاضل روافي فيلم يعرض شهادات حية عن ثورة تالة لمنتصر بولعابي فيلم من انجاز بلقاسم السائحي بعنوان «تالة الثورة» وعرض لفرقة الراب «قولد فينقر» من صفاقس وآخر مسرحي من انتاج نادي المسرح بتالة «يا من عاش» تصور انسداد الافق في تالة من انتاج وليد قصوري ومحاضرة يلقيها السيد الازهر الماجري بعنوان افاق الثورة في ظل التجاذبات الحاصلة : مساهمة تالة في تأجيج الثورة.