تعرض مقر نادي الكشافة التونسية بقصور الساف إلى عملية اعتداء، وسطو على تجهيزاته من قبل مجهولين قاموا بخلع أبواب النادي وتغيير أقفاله وإلقاء محتويات الكشافين في بهو المقر. مقر الكشافة وقع ترميمه منذ سنوات وبإشراف فوج قصور الساف، وقد بذل الكشافون من جهدهم ومالهم الكثير منذ أكثر من ثلاثين عاما مرّ خلالها عشرات الشباب والأطفال، ومثلوا الجهة في عديد التظاهرات الكشفية وطنيا وعربيا ودوليا.
وبعد الثورة مباشرة تم الاعتداء على المقر في مرة أولى عبر سرقة بعض محتوياته، ثم حرقه في مرحلة ثانية باستعمال زجاجات حارقة، ولم يثبت البحث الأمني إلى الآن الأطراف المتورطة في الاعتداء الغاشم.
وها أن المقر يقع فتحه من جهة جامع سيدي علي المحجوب الملاصق للنادي والاستحواذ عليه ووضع طاولات وكراسي لتحفيظ القرآن، وادعت الأطراف التي قامت بهذه العملية أن مقر الكشافة يتبع جامع سيدي علي المحجوب، في حين أنه عقار منفصل حسب وثائق أملاك الدولة.
والغريب أن عديد الإصلاحات والتحويرات والتجاوزات تجري منذ مدة في الجامع، ومنها هدم حائط لفتح باب على العقار المخصص للكشافة التونسية وذلك دون إذن من السلط المعنية، وهو اعتداء على مكان مصنف كمعلم أثري، لا يجوز التصرف فيه، هذه المجموعة التي صارت تتصرف في العقارين لم تجد من يتصدى لها من السلط المحلية ولا الجهوية، رغم الاتصالات المتكررة لقادة الفوج.
وتبعا لهذا الاعتداء اجتمعت مجموعة من قادة الفوج، وقدماء الكشافين للاحتجاج وقررت توجيه مجموعة من المراسلات إلى السلط المحلية والجهوية والوطنية بما في ذلك وزارة الثقافة ووزارة الشؤون الدينية، وإمهالها نصف شهر قبل القيام باعتصام مفتوح عبارة عن مخيم قار أمام مقر النادي الملاصق لجامع سيدي علي المحجوب، تشارك فيه عديد الأفواج الكشفية من الجهات المجاورة، والتي أبدت تعاطفا مع كشافي قصور الساف، وذلك إلى حين إعادة المقر إلى أصحابه، وإجبار بعض الأطراف على الالتزام بالقانون، واحترام هذه المنظمة الوطنية العريقة.