تشكو الخارطة الصحية بالمهدية من تدهور الخدمات المقدمة من قبل مراكز الصحة الأساسية، ومراكز الصحة الوسيطة، ومن ضعف في التجهيزات الطبية بهذه المؤسسات، وحتى بالمستشفى الجامعي الطاهر صفر، إضافة إلى ظاهرة الاكتظاظ ومشكلة توفير الأدوية، والنقص الواضح في أطباء الاختصاص. فالمؤسسات الصحية بمختلف مناطق ولاية المهدية تبدو في حاجة ملحة إلى تدخلات عاجلة من أجل الارتقاء بخدماتها لعل من أبرزها إحداث مستشفيات محلية بالمعتمديات الداخلية مثل «شربان»، و«أولاد الشامخ»، و«هبيرة»، وتعزيز إمكانياتها المادية والبشرية سعيا لإرساء أكثر عدالة في الانتفاع بهذه الخدمات في نطاق التوازن الجهوي والتخفيف من وطأة الاكتظاظ بالمستشفى الجامعي الطاهر صفر. وبالرغم من أن التغطية الصحية بولاية المهدية تعتبر مرضية نسبيا من حيث الكمّ، حيث يوجد مستشفى محلي بأغلب المعتمديات، ومستشفى جامعي وحيد بالمهدية، كما أن عدد السكان للطبيب الواحد يقدر ب1258 مقابل 937 على المستوى الوطني فإن مردودية المؤسسات الصحية بالجهة تبقى دون انتظارات المتساكنين مما يفرض على سلطة الإشراف السعي لتحسين ظروف إسداء الخدمات العلاجية من خلال تقليص فترات الانتظار، وتهيئة بيئة استشفائية ملائمة، وتأهيل البنية الأساسية بتدعيم المستشفيات المحلية بالتجهيزات الضرورية على غرار المستشفى المحلي بالجم الذي يشكو نقصا فادحا في التجهيزات الطبية، والمعدات اللازمة لقسم المخبر، في حين يتطلب المستشفى المحلي بأولاد الشامخ توسعة القسم الاستعجالي وتجهيزه، إضافة إلى تعهد وصيانة وتوسعة مراكز الصحة الأساسية بالجهة خاصة وأن البعض منها يشكو من تصدعات ونقص في الفضاءات، هذا إلى جانب الإسراع ببرمجة بناء ثلاثة مراكز للصحة الأساسية بكل من سلقطة، وقصور الساف (المحل على وجه الكراء)، وبالشرقية الشابة (المركز متداع للسقوط)، ومركز ثان بهيبون باعتبار أن المركز الحالي يعاني من ضيق المساحة، وهو غير قابل للتوسعة.
وبالنظر إلى المعطيات السابقة فعلى سلطة الإشراف برمجة بناء مراكز صحة وسيطة تشمل عيادات للطب العام، وخدمات الطب المدرسي والجامعي، وطب الاختصاص التي تتميز بمردوديتها الجيدة مقارنة بمراكز الصحة الأساسية وهو ما سجلناه من خلال ترسيم ثلاثة مراكز وسيطة بميزانية الدولة لسنة 2013 بكل من رجيش وسيدي علوان والسواسي بكلفة تقدر بأكثر من 2 مليون دينار.