شهدت بلدية سوسة مؤخرا حالة من الاستنفار بسبب احتجاج باعة «سوق الأحد» على كراء السوق ...هؤلاء الباعة طالبوا بتنحية المستلزم والتعامل مباشرة مع البلدية وأكدوا استياءهم من معاملة «المكاسة». لاحتواء هذا الاحتجاج عقد رئيس النيابة الخصوصية لبلدية سوسة جلسة حضرها بعض من أعضاء النيابة وجمع من الباعة وممثلون عن القطاع الأمني إضافة إلى مكتري السوق.
وأكّد الباعة استياءهم من سوء المعاملة من طرف ما يعرف ب «المكاسة» ومواصلة أسلوب التعامل المعتمد قبل الثورة من ترهيب وتهديد واستعمال ألفاظ نابية حتى أن أحدهم وصف الوضع بالمماثل لما كان قبل الثورة من حيث إهانة البائع وإجباره على دفع مبلغ مالي اعتبروه لا يتماشى ومدخولهم يقدّر بدينار واحد لباعة الخضر و2 د للبقية للمتر المربع الواحد.
وأجمع الباعة الحاضرون على رفضهم وجود مستلزم بالسوق واستعدادهم للتعامل مع البلدية دون غيرها رافضين مسألة كراء السوق، فيما دافع أحد المستشارين البلديين على قرار البلدية باكتراء السوق بسبب ضعف المداخيل وعدم القدرة على إلزام كل الباعة بالدفع وعلى السيطرة على حالة الانفلات الحاصلة. وفي نفس الوقت عبر المستشار البلدي عن تضامنه مع الباعة مؤكّدا معاينته لحالة سوء معاملة من طرف أحد المستلزمين للباعة مضيفا بالقول «لقد تدخلت وطلبت من المستلزم الالتزام باحترام البائع وتطبيق ما في كراس الشروط بما تقتضيه المعاملات من احترام في كنف القانون واحترام كرامة الآخر وإلا سأطالب بإلغاء عقد الكراء. وتابع المستشار قوله «نحن نسعى إلى تنظيم السوق وضمان مداخيل قارة للبلدية هي في أمس الحاجة إليها» وفي ما يخص مقدار المعلوم المطالب به كل بائع أوضح قائلا «لم أعلم به إلا صباح هذا اليوم وقد نتناقش فيه».
المستشار أشار كذلك إلى ضعف التعاون الأمني مما أثار أحد ممثلي الأمن في هذه الجلسة والذي ردّ بكل تحمس قائلا «أرجوك سيدي المستشار لا تحشر الأمن في هذه المسألة فنحن بصدد تفعيل دورنا وقد قمنا بواجبنا ولا نزال في الحفاظ على الأمن في السوق وحماية مختلف الأطراف» كما عبر الباعة عن صعوبة استرجاع الثقة في رجال الأمن خاصة بعد ما عانوه من طرف العديد والذين أخذوا أدوار المستلزمين وحرصوا على ابتزاز الباعة قبل الثورة على حد تعبيرهم .
«الشروق» التقت بالسيد الجيلاني العرابي صاحب السوق (المكترى) والذي صرّح لنا قائلا «اكتريت 18 سوقا ولم أجد احتجاجا إلا في مدينة سوسة وهذه الحركة الاحتجاجية غير بريئة يقف وراءها أطراف يعملون في البلدية كانوا يتمعشون من السوق وعندما أصبحت في يد مستلزم انقطع عنهم ذلك التمعش فالتجأوا إلى تحريض الباعة ضدي لتخلو لهم الساحة» حسب تعبيره.