أسواق الجملة تتبع البلدية التي خصّصتها للكراء من قبل مستلزمين إثر مزاد علني مرة كل سنة ويحدد السعر الأدنى للكراء لجان اقتصادية مختصة. وهذه الأسواق هي المسلخ (الباطوار) وسوق الخضر والغلال وسوق اللحوم وسوق الأسماك وغيرها. لا أحد ينكر أهمية هذه الأسواق لدى المواطن التونسي ولا أحد ينكر أيضا الفوضى داخلها والفوضى في المزاد العلني والفوضى في المعاملات. يؤكد رئيس نقابة مستلزمي الأسواق ببنزرت عزيز أو قاصي أنه دائما تحصل مشاكل في المزاد العلني لكراء أسواق الجملة وذلك حسب قوله لجهل البلدية للقيمة الحقيقية لأسواقها وللسعر الحقيقي المناسب لكرائها وهذا ناجم عن قلة مراقبتها وهنا يدعو إلى مراجعة أسعار الكراء ومراقبة الأسواق حفاظا على النظام فيها وحفاظا على صحة المواطن خاصة أن هناك إقبالا كبيرا عليها لذا لا بد من مراقبتها وتهيئة المناخ المناسب فيها ليشتري المواطن ما يريد دون أن يتعرض الى مضايقات أو «براكاجات». وفي سؤالنا للمستلزمين عن المشاكل التي يتعرضون لها في الأسواق يؤكد مستلزم سوق الخضر والغلال بجرزونة شاكر طنقو أنهم يتعرضون له قبل كل مزاد علني ليمنعوه من المشاركة ليفسح لهم المجال لكراء السوق بأرخص مبلغ. من جهته يقول المستلزم عادل الترسلي بأنه كان «مديون» ب75 دينارا ورغم تسديده للدين لم تسلمه البلدية شهادة خلاص بالتالي لا يستطيع المشاركة في المزاد العلني حتى تعترف له البلدية بسداد الدين. ويقول مستلزم سوق الدواب منير القابسي أنه اكترى السوق بعد أن قال المقاول أن هناك أشغال في السوق لمدة شهرين لكن هذه الأشغال استمرت طيلة 10 أشهر مما استوجب تخصيص مكان صغير للسوق طيلة هذه المدة ويقول بأنه من الأحسن لو أعلمته البلدية بأن هذه الأشغال يمكن أن تستمر مدة أطول أو أنها لأجل غير مسمى لأن «التكدس» في مكان صغير تسبب في فوضى عارمة ضايقت الباعة والزبائن واختلط الناس بالدواب ووراء هذا السوق نجد المسلخ الذي يفتقر إلى ثلاجات لوضع اللحم حفاظا على صحة المواطن خاصة مع وجود «خردة « تملأ المكان وكأنه مصب للفضلات ولقطع الغيار القديمة. أما مستلزم سوق السمك رضا القابسي فيؤكد أن هناك تجاوزات لحق سوق الجملة وذلك بسبب إقدام عديد الصيادين على شراء الأسماك من «البلانصي» قبل أن تصل إلى السوق ويرجع هذا إلى عدم وجود رقابة في الأسواق.ففي جولة في أسواق بنزرت تعترضك فوضى عارمة في الانتصاب وفي المعاملات وفي المزاد العلني لذلك يطالب المستلزمون بمزيد مراقبة الأسواق وتهيئة الظروف المناسبة للبيع ليشتري المواطن ما يلزمه دون أي عواقب تنغص عليه يومه وهي ليست دعوى لبناء المدينة الفاضلة بقدر ما هي دعوى لتحقيق أقل ما يلزم.