عاشت امس مدينة سيدي بوزيد الموافق ليوم 14 جانفي دون احتفالات تذكر حيث كان يوما عاديا هذه الذكرى التي احتفلت بعض ولايات الجمهورية رأى فيها أهالي الجهة تنكرا لدم الشهداء والجرحى. هؤلاء السكان اعتبروا ان التاريخ الحقيقي لثورة الحرية والكرامة هو 17 ديسمبر وليس 14 جانفي.
حيث عبر عدد من شباب سيدي بوزيد الذي خيروا قضاء يوم 14 جانفي كسائر الايام في حالة من الاحباط جراء تواصل تناسي الجهة التي لم تظفر من الثورة بشيء بما انهم يعتبرون ان الاحتفال بتاريخ 14 جانفي هوالتفاف على التاريخ الحقيقي للثورة وتنكر ضمني للجهة التي كانت هي مسرح اندلاع الشرارة الاولى لثورة الحرية والكرامة.
فغياب منوال تنموي واضح وغياب الارادة السياسية الواضحة جعل من اهالي سيدي بوزيد يعيشون حالة من الاحباط واستياء ترسمها وجوه المفقرين والمهمشين كلما تحدثت اليهم.
فشارع الحبيب بورقيبة الممتد على طول المدينة عرف حالة من الركود عكس الايام الاخرى وكأن المدينة تعيش اضرابا عاما بما ان اغلب المواطنين وخاصة الشباب منهم اختاروا التوجه الى المقاهي المنتصبة في المدينة ومتابعة احتفالات بعض الجهات الاخرى بيوم 14 جانفي وسط حالة من الاحباط والاستياء.
فأهالي سيدي بوزيد يعتبرون يوم 14 جانفي هو تاريخ النصر وهو تاريخ هروب رأس النظام لا تاريخ الثورة خاصة أنه وبعد مرور ما يزيد على سنتين لم يتحقق شيء بالجهة باستثناء الحرية التي لا قيمة لها امام تفاقم ظاهرة البطالة خاصة من اصحاب الشهائد العليا الذين فقدوا الامل في ظل غياب استراتيجية واضحة من شأنها ان تبعث الامل في صفوف المعطلين عن العمل الذين طال انتظارهم .