احتضنت ولاية تطاوين مؤخرا فعاليات أشغال المؤتمر العلمي الأول التونسي الليبي الذي نظمته الهيئة الجهوية لعمادة المهندسين بتطاوين بالمركب الثقافي بالجهة برعاية الهيئة الوطنية لعمادة المهندسين التونسيين. وشهد هذا اللقاء مشاركة النقابة العامة للمهن الهندسية الليبية تحت اشراف وزير التعليم العالي والبحث العلمي ووكيل التعليم العالي بليبيا.
وتضمن برنامج اليوم الأول لهذا المؤتمر انطلاق أشغال الندوة العلمية حول «الطاقات المتجددة بتطاوين» تحت اشراف الدكتور المنصف بن سالم وزير التعليم العالي والبحث العلمي وبحضور وكيل التعليم العالي بليبيا، بينما خصص اليوم الثاني لتنظيم رحلات استطلاعية ميدانية إلى الصحراء التونسية لمعاينة بعض المشاريع المتعلقة بالطاقات البديلة في ولاية تطاوين وبالطاقة الشمسية تحديدا. وقد سجلت هذه التظاهرة العلمية حضورا مكثفا للمهندسين وتجاوز عدد الحاضرين المائتي مشارك منهم أكثر في تسعين مشاركا من ليبيا.
من أهم المواضيع التي تناولتها هذه الندوة العلمية حول الطاقات المتجددة نذكر الاستعمالات ومتطلبات السوق الداخلية والإقليمية والعالمية، المشاريع الرائدة ومستلزمات النجاح، دراسات الجدوى الاقتصادية والاستثمار، التكوين الهندسي في مجال الطاقة من حيث التصميم والدراسات والانجازات والتشغيل والصيانة، المركزات الشمسية ودورها في التوليد الكهرو شمسي الحراري، الاستعمالات المنزلية للطاقة الشمسية للحد من استعمال الطاقة العامة، إضافة إلى عرض بعض الدراسات الفنية المتعلقة بمجال الطاقات المتجددة.
ومثلت الطاقة عبر التاريخ المعاصر عنصرا أساسيا في الثورة الصناعية التي غيرت حياة مجتمعات بأكملها على هذه الأرض وكانت محل تجاذبات معيشية ومصلحية أدت إلى حروب وصراعات دولية كان آخرها حروب العراق وأفغانستان وإفريقيا وأمريكا اللاتينية. بغرض تقسيم الدول تقسيما جديدا تقتضيه مصالح الدول الكبرى يتم من خلاله السيطرة على منابع الطاقة التقليدية كالبترول والغاز والمناجم المعدنية.. لأن الطاقة هي المحرك الأساسي للتنمية والتشغيل والرفاهية والصحة والتعليم.
ولأن هذه الطاقة التقليدية أصبحت اليوم مهددة بالزوال والانقراض والتقلص يوما بعد يوم بدأ العالم والخبراء من أهل الاختصاص يفكرون بشكل جاد في البحث عن مصادر أخرى للطاقة وخلق طاقات بديلة تكتسي صبغة الديمومة باستمرار تدفق موادها الأولية ومنابعها ومصادرها الطبيعية على غرار الطاقات الجديدة والمتجددة التي تعتمد الشمس والرياح والهواء والمواد العضوية وغيرها من ثوابت الوجود والحياة.
وفي هذا الاطار اندرج تنظيم المؤتمر العلمي التونسي الليبي الذي تطرق إلى نوع من انواع الطاقات البديلة والمتجددة وهي الطاقة الشمسية واختيار ولاية تطاوين مكانا لانعقاده هي الصحراء الشاسعة وأشعة الشمس الدافئة إضافة إلى كرم الضيافة وحرارة الاستقبال، ولأن صناعة الطاقات تقتضي امكانيات علمية وبشرية ومالية ضخمة لا يمكن لأي بلد لوحده أن يحقق النجاح ويكسب الرهان في مجال الطاقات المتجددة فقد تمت دعوة خيرة الخبراء والمهندسين التونسيين والليبيين لوضع حجر الأساس وبناء لبنة جديدة في إطار التعاون بين الهيئة الوطنية لعمادة المهندسين التونسيين والنقابة العامة للمهن الهندسية بليبيا.