ما يقارب المائتين من المهندسين المختصين في الطاقة الكهربائية والطاقات البديلة ومن المستثمرين وأصحاب الشركات المختصة في المجال من تونس وبلدان عربية وأوروبية شاركوا في الندوة الدولية العلمية الأولى حول الطاقات المتجددة التي انتظمت نهاية الأسبوع المنقضي بالمركب الثقافي بتطاوين. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة انتظمت برعاية الهيئة المؤقتة لعمادة المهندسين التونسيين وبمشاركة النقابة العامة للمهن الهندسية بليبيا وتتنزل في إطار المبادرات العملية بين البلدين من أجل تفعيل مشاريع التعاون بين البلدين في مجال الطاقة مثلما أفاد بذلك المهندس طارق بوفليقة المنسق العام للندوة. وكانت الندوة مناسبة تمّ خلالها تقديم دراسات علمية ضبطت حدود المشاريع وقيمتها المادية حاجة البلدين للطاقة البديلة في ظل الارتفاع المطرد لأسعار الطاقة في العالم. وبيّن في نفس السياق أن تونس تعدّ سباقة في مجال التوجه إلى الطاقة البديلة من خلال اعتماد الطاقة الشمسية التي وجدت الإقبال لدى المستهلك التونسي في أوساط عديدة إلا أن مسألة توليد الطاقة الكهربائية من الرياح تعدّ من الخيارات التي وجدت الصدى في ليبيا كما هو الشأن بالنسبة لتوليد الطاقة الكهربائية من المياه. ونزّل المهندس بوفليقة هذه الندوة في إطار الخيار المفروض على المختصين في المجال من تونس وليبيا تحديدا على اعتبار أن الثروة النفطية في نضوب في بعض الدول المعروفة بانتاج النفط لذلك علل مسألة التفكير والبحث عن الطاقة البديلة أصبحت بأنها تعد حتمية وضرورية طالما أن الامكانيات البشرية والطبيعية متاحة بين البلدين. كما رأى المهندس الليبي أن هذه الندوة بمثابة مناسبة تفتح المجال أمام الكفاءات الشابة خاصة من تونس من المختصين في مجالات ذات علاقة بالميدان لتشريكهم في هذه المشاريع والاستفادة من أفكارهم ولا سيما أن اعتماد توليد الطاقة من الرياح يفتح المجال أمام تشغيل أعداد كبيرة من الشباب خاصة. وفضلا عن المداخلات العلمية التي قدمها مهندسون باحثون مختصون في المجال من تونس وليبيا تم تنظيم زيارة ميدانية لمناطق مستهدفة من المشاريع تابعة لولاية تطاوين وذلك بمشاركة الوفود الدولية المشاركة في الندوة العلمية الأولى حول الطاقة المتجددة من مهندسين ومستثمرين وأصحاب شركات بغية الانطلاق في تفعيل هذا المشروع في أقرب الآجال.