تعتبر مدينة صفاقس من المدن القليلة التي لاتزال تحتفظ بأسوارها القديمة التى تختزن في داخلها مبان اثرية تحكي ذاكرة حضارات مرت بصفاقس من الفترة الاسلامية الاولى وحتى العهد الاستعماري. لذلك وأمام اهمية هذه الاسوار فقد كانت المجهودات هامة ومتواصلة من قبل عديد الاطراف لترميم اسوار مدينة صفاقس العتيقة بصفة متواصلة وفق منهجية واضحة لا تمس من الخصائص الاثرية لهذا المعلم. لكن المار بقرب الاسوار حاليا تصيبه خيبة أمل وحزن وألم شديدين خاصة قرب الباب الغربي الذي يشرف على شارع 18 جانفي حيث تتراكم الاوساخ لفترات كثيرة مما يدفع بالبعض الى حرقها فتتعالى ألسنة اللهب والدخان عاليا في مشهد محزن خاصة بعد ان ينقلب لون الجدران الى السواد وهو ما يسيئ الى المدينة العتيقة. وحال بقية الابواب ليس أفضل حالا فباب القصبة قد احتلته سيارات التاكسي من الخارج وباعة الملابس المستعملة من الداخل ينتصبون امام المعالم التاريخية. أما باب الديوان الواجهة الرئيسية للمدينة العتيقة فبدوره لم ينجو من الاعتداء إذ تحول الى سوق يومية تتنوع فيها البضائع والباعة ، فهل بهذه الاسوار المهددة والمشوهة يمكن ان تتحول مدينة صفاقس الى قطب سياحي جديد؟ والى متى يتواصل استهتار المواطنين بهذا التراث؟ ومن المسؤول عن حماية هذه المعالم التاريخية قبل فوات الاوان؟