فوجئ مهدي مبروك وزير الثقافة بالانتهاكات التي طالت بعض المعالم الاثرية بمدينة المنستير ومن تفشي البناء الفوضوي داخل وخارج سور المدينة العتيقة مما شوه المنظر العام واضر بالطابع الاثري والتاريخي للمدينة . ودعا الوزير اثناء زيارته مساء الجمعة الى مدينة المنستير السلطة الجهوية وبلدية المنستير إلى ضرورة التصدي للبناء الفوضوي الذي اضر بسور المدينة العتيقة والاسراع بعمليات الصيانة وتهذيب رباط المنستير وسور المدينة العتيقة وصباط عميرة ودار الشرع . وقد اطلع الوزير على قيمة الاعتمادات التي قدرت ب 525 الف دينار من ميزانية البرنامج الجهوي للتنمية لولاية المنستير لسنة 2012 لصيانة واصلاح هذه المعالم الاثرية بمدينة المنستير التي تضررت بفعل عامل الرطوبة من جهة ومن البناء الفوضوي من جهة اخرى . وتم تحديد 400 الف دينار لصيانة واصلاح سور المدينة العتيقة الذي يبلغ طوله 2670 م وبه 8 ابواب. كما تم رصد 100 الف دينار لصيانة واصلاح رباط المنستير المعلم التاريخي والاثري الذي مازال شاهدا على حضارة بأكملها ، في حين تم تخصيص 17 الف دينار لتهيئة صباط عميرة و8 الاف دينار لصيانة وتهيئة دار الشرع التي تعد من اهم المنازل القديمة بالمدينة العتيقة . وأوضح الوزير اثناء معاينته لرباط المنستير ان الاعتمادات التي خصصها المجلس الجهوي تبقى غير كافية للقيام بالاصلاحات والترميم اللازمة امام الاضرار التي لحقت هذه المعالم الاثرية . كما لاحظ عدد من الغرف المغلقة التي احتوت على تجهيزات راجعة بالنظر لهيئة مهرجان المنستير الدولي مما افقدها طابعها التاريخي بفعل عامل الرطوبة والاهمال الذي طال بعض الابواب والقطع الاثرية. كما اطلع على عمليات الصيانة التي عرفها الرباط في فترات سابقة حيث تم استعمال الاسمنت وانواع من الحجارة لا تتماشى والطابع التاريخي والاثري للمعلم. ودعا وزير الثقافة ممثلي المعهد الوطني للتراث والمشرفين على رباط المنستير إلى اعادة القيام بالاصلاحات وصيانة كل ما هواثري باستعمال مواد تتلائم وصبغة المعمار وبيد عاملة مختصة بهدف المحافظة على القيمة الجمالية والفنية والاثرية لهذه المعالم الاثرية والتاريخية التي تمثل احد رموز ولاية المنستير . وقد طالب اعضاء جمعية صيانة مدينة المنستير وزير الثقافة بضرورة دعم وزارة الثقافة ماديا ومعنويا حتى يصنف رباط المنستير ضمن المعالم الاثرية الدولية بمنظمة اليونسكو حتى يتمتع الرباط بمنح هذه المنظمة ويتمكن من مزيد من الاشعاع دوليا . وقدمت جمعية صيانة المدينة تقريرا مفصلا الى وزير الثقافة اثناء زيارته الى مقرها بدار الشرع ، حول الاخلالات والتجاوزات التي طالت المعالم الاثرية بمدينة المنستير من بناء فوضوي داخل السور بالاضافة الى الاكشاك والمقاهي الملتصقة بالصور وغياب صيانة الأبواب التي لم يبق منها سوى بابان من جملة ثمانية ابواب كانت شاهدة على عظمة البنيان وتاريخ حضارة رومانية ثم اسلامية تركت طابعها الفني المعماري الاصيل . وتحول الوزير الى صباط عميرة بحي الربط وهو معلم اثري في شكل سقيفة بها منزل كان في قديم الزمان وعبر التاريخ منزل للقايد تصدر منه القرارات وتجمع فيه الجباية وتحسم فيه قرارات الطلاق سابقا . كما عاين الوزير تجاوزات البناء الفوضوي على سور المدينة العتيقة وشدد الوزير على ضرورة تدخل السلط الجهوية وبلدية المكان للتصدي السريع لهذه التجاوزات حتى لا تتفاقم الاضرار مع استحثاث الاجراءات للقيام بالاصلاحات المزمع تنفيذها في اقرب الاجال.