بعد الشوط الثاني الذي لعبه المنتخب الوطني أمام الارجنتين بسرعة 100 كلم في الساعة والعزيمة الاستثنائية التي أبداها اللاعبون، نستطيع القول وعلى ضوء مسيرتهم الاجمالية في الدور الأول من مونديال إسبانيا ان المنتخب أصبح قادرا على كل شيء. يمكننا القول ايضا إن المستحيل لا ينطبق عليه اذ يكفي ان نذكّر ان تونس اطاحت بألمانيا في ثاني مباراة لها بعد ان اربكت فرنسا قبل ان تهزم المونتينيغرو وما الهزيمة التي تكبدتها امام البرازيل الا عثرة في طريق المجد... ولابدّ من التأكيد بأن مستوى جميع فرق المجموعة «أ» جيّد للغاية وهي المجموعة التي اشتدّ فيها التنافس اكثر من أية مجموعة أخرى حيث تواصل التشويق الى آخر دقيقة من آخر مباراة في الدور التأهيلي بين المونتينيغرو والبرازيل لترشيحها في المرتبة الثالثة. ويبقى منتخب تونس بالرغم من تأهله في المرتبة الرابعة «فارس البطولة» كما قال عنه الدكتور حسن مصطفى.
هيّا يا فرسان!
المطلوب اليوم ان يستميت «الفرسان» وان يلعبوا بنفس نسق الشوط الثاني امام الارجنتين وطبعا سوف تكون المهمة صعبة أمام بطل أوروبا لسنة 2012 وصاحب المرتبة الثانية في بطولة العالم لسنة 2011 علما ان الدنمارك يملك في صفوفه أفضل لاعب في العالم لسنة 2011 وهو مايكل هانس (25 سنة) والذي تحوّل الى فريق باري سان جرمان كما يملك الدنمارك أفضل حارس في العالم وهو نيكولا لاندن، هذا ويرتكز لعب الدنمارك على السرعة الفائقة والهجومات المرتدة وقوة الجناحين هانس لندبارغ وأندرس أيغرت، مع التذكير بأن الدنمارك هو المنتخب الوحيد مع المنتخب الاسباني المضيف الذي لم يذق طعم الهزيمة والذي كسب المباريات الخمس للدور التأهيلي. أما قوة منتخبنا فتكمن في اللحمة والطموح الفيّاض للشبان.
مباراة جلوس
المنتظر ان يعيد وائل جلوس مباراة ألمانيا التي سجل خلالها 8 أهداف خاصة أنه عادة ما يكون ناجعا امام دفاع (ستة صفر) كما ينتظر ان يبرز من الأجنحة البوغانمي والتواتي والتومي لفك لحمة الدفاع الدنماركي الحصين وتمكين الأظهرة جلوس والصانعي وحسني وبن صالح والعلويني من إيجاد اكثر ما يمكن من وضعيات ملائمة للتسديد. لا ننسى ان الدنمارك لا تروم كثيرا مواجهة نمط اللعب التونسي وللتذكير فإن منتخبنا كاد يفوز على الدنمارك في عقر داره قبل حوالي خمسة أيام من انطلاق بطولة العالم وهو ما يجعل لاعبينا في أريحية نفسية.
شرّفتم يا أبطال على العموم لابدّ من توجيه التحية الى اللاعبين والإطار الفني وكافة المحيطين بالمنتخب مهما كانت نتيجة اليوم لأن الأداء كان مقنعا ومشرّفا.