يبدو أن الباجي قايد السبسي نجح في معالجة ما أفسدته تصريحاته تجاه حليفي حزبه، نداء تونس، الجمهوري والمسار الاجتماعي الديمقراطي فالرجل لم يتأخّر في التنقّل بنفسه نحو مقرّي الحزبين والجلوس الى القيادات لتقديم الاعتذار وتوضيح الموقف. متابعون قالوا إنّ الباجي قايد السبسي توقّف عند أخطائه في اطلاق نار تصريحات في غير محلّها على حليفيه في الوقت الذي كان من المنتظر اعلان تشكيل أكبر تحالفات المعارضة أو ما أطلق عليه تسمية الاتحاد من اجل تونس والذي يضم نداء تونس والجمهوري والمسار. لذلك انتظر المراقبون ردّة فعل الرجل لما كان قد أفسده وجاء رد السبسي بالتنقّل الى حيث المسار وحيث الجمهوري لتوضيح الموقف.
هل انقشعت السحب ما بعد هاتين الزيارتين؟ هذا هو السؤال الذي تردّد كثيرا نهاية هذا الاسبوع ليأتي الرد من الجمهوريين، نسبة للحزب الجمهوري، وهم يعلنون ما بعد انتهاء اجتماع لجنتهم المركزيّة المنعقدة السبت الماضي مضيهم في التحالف. اجابة أثارت سؤالا حول طبيعة التحالف: هل هو تحالف سياسي أم هو تحالف انتخابي؟
الطيب البكوش أمين عام نداء تونس : منفتحون على الحوار ونحن ضدّ الاستثناء
هي جبهة سياسيّة وقابلة للتحوّل الى جبهة انتخابيّة فالحديث عن تحالف انتخابي وتقديم قائمات انتخابيّة موحّدة أمر سابق لأوانه لأنّ أرضيّة الانتخابات في حد ذاتها غير متوفرة مثل موعد اجراء هذه الانتخابات والقانون الانتخابي وغيره.
نحن بصدد بناء موقف مشترك تجاه كيفيّة انجاح المسار الديمقراطي وكانت هناك اجتماعات مشتركة وتوقّفت ونودّ استئنافها اليوم. ونحن نزلنا الى الشارع في الذكرى الثانية ل 14 جانفي متباعدين ليس لأننا في الحقيقة متباعدون بل لأنّ وزارة الداخليّة لم تمنح نداء تونس الحق في التظاهر في شراع الحبيب بورقيبة ربّما لتجنيبنا الالتحام ببقيّة المتظاهرين وهذا هو التفسير الوحيد الذي حاولنا من خلاله تفّهم موقف وزارة الداخليّة.
وفيما يتعلّق بالتقارب مع الجبهة الشعبيّة قال الطيب البكّوش «نحن مستعدّون للتحاور مع الكل فنحن ضدّ الاستثناء» أمّا عن حسم الموقف النهائي لنداء تونس المتعلّق بالتحالف مع الجمهوري والمسار أوضح البكّوش «طبعا حسمنا في الامر كمبدإ بل بدأنا هذا البناء ونحن لا نعتبر المفاوضات فشلت بل كانت هناك فترة انشغل فيها الحزب الجمهوري بالتفاوض مع حركة النهضة ومع الجبهة الشعبيّة وهو حر في ان يتفاوض مع من يشاء نحن نعتبر الحوار مفتوح على الكل ولا حد له فكل من يلتقي معنا في المبادئ والقيم نلتقي معه».
جنيدي عبد الجوّاد قيادي في المسار : دعم التحالف ... وتوسيع المشروع
زيارة الباجي قايد السبسي للمسار وللجمهوري رفعت كل التباس فيما يتعلّق بهذا التحالف فاللقاءات كانت إيجابيّة لأنها أزالت كل الخلافات. سيتواصل عملنا من أجل الاتحاد باعتباره منطلقا لأوسع تحالف بين القوى الديمقراطية القائمة على المواطنة وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية والمحافظة على مكتسبات تونس الحديثة والهوية التونسية.
وأضاف عبد الجوّاد «سيستأنف الحوار الثلاثي في مرحلة أولى خاصة بعد أن أقرّت اللجنة المركزيّة للجمهوري المضي في التحالف وفي مرحلة ثانية سيتم توسيع المشروع الى أحزاب أخرى وقد تلتحق الجبهة الشعبيّة بهذا التحالف إذا ما تقدّمت المشاورات معها».
وأوضح ان الجبهة التي سيجري تشكيلها ستكون انتخابيّة على قاعدة سياسية وذلك بقائمات موحّدة في الانتخابات وبرنامج موحّد وصياغة أرضيّة سياسيّة مشتركة.
واعتبر القيادي في المسار أنّ لحزبه عديد نقاط الالتقاء مع الجبهة الشعبيّة موضحا أنّ التحالف سينجح اذا «تخلّصنا من القوالب الايديولوجيّة التي تعطّله» مشيرا الى أنّ الجبهة الشعبيّة حتى وان فضّلت الدخول بقوائم مستقلة في الانتخابات العامة القادمة يجب ان يكون هناك برنامج مشترك بين مختلف القوى الديمقراطية والمح عبد الجواد الى أن وجه الثورة تمّ تحويله وساد منطق الغنيمة خاصة لدى الاغلبيّة في المجلس الوطني التأسيسي.
سعيد العايدي عضو اللجنة المركزية للجمهوري : جبهة سياسية انتخابيّة
نحن نعمل على بناء جبهة سياسية انتخابيّة وسنعمل في الفترة القادمة على وضع برامج وآليات وتوضيح النقاط فالجبهة ليست هدفا بقدر ماهي وسيلة لبرنامج اجتماعي وسياسي مشترك. كما سنعمل على تكوين جبهة سياسيّة أوسع تستجيب للاستحقاقات السياسية لهذه المرحلة. وحول الخلاف مع نداء تونس قال العايدي «ليس هناك خلاف بل هناك حوار صريح وهذه ثقافة حوار كان هناك سوء تفاهم رُفِع في لقاء صريح وإيجابي».