في «كان» 2012 أطاح منتخبنا الوطني بالمغرب الذي كان يعج بالنجوم والذي كان أيضا مرشحا على الورق للفوز على فريقنا وقد أعادت «نسور قرطاج» السيناريو نفسه أمس ضد الجزائر بفضل الهدف الرائع ليوسف المساكني في الدقيقة 90. عولت الجزائر على ترسانة من النجوم في مباراة الأمس على غرار مبولحي (كازيلاك أجاكسيو) ومجاني (أجاكسيو) وفغولي (فالنس) ومصباح (جمعية ميلان).. ومع ذلك فقد نجح فريقنا في تجاوزه بهدف لصفر ليشارك المنتخب الايفواري صدارة المجموعة الرابعة كما أن هذا الانتصار الذي تحقق بمجهود فردي ليوسف المساكني سيفتح الأبواب على مصراعيها أمام «نسور قرطاج» على درب الترشح إلى الدور الثاني ولكنه لا يحجب في المقابل الأخطاء الكبيرة التي ارتكبها فريقنا أمس والتي كاد على اثرها التفويت في نقاط الفوز ب«الدربي» المغاربي لفائدة «محاربي الصحراء» لذلك ينبغي مراجعة عدة أشياء قبل المواجهة الثانية في «الكان» ضد «الفيلة» يوم 26 جانفي. الطرابلسي يرفض المجازفة
أكد سامي الطرابلسي خلال الشوط الأول أنه وفيّ كعادته حيث خيّر تأمين الخط الخلفي للمنتخب وتعبئة وسط الميدان لغلق المنافذ المؤدية إلى مرمى بن شريفية وقد تجسم هذا الأمر في التعويل على خدمات ثلاثة لاعبي ارتكاز وهم المولهي والتراوي والهمامي والسعي إلى الاستفادة من الهجومات المعاكسة التي كان يقودها يوسف المساكني وأفضل عنصر في المنتخب صابر خليفة وكذلك توزيعات شادي الهمامي باتجاه الخط الأمامي.
مشاكل بالجملة
اختيارات سامي الطرابلسي والأخطاء التي ارتكبها بعض لاعبي المنتخب خاصة منهم العيفة وعبد النور والهيشري وشمام وكذلك الأداء المتوسط للاعبي الارتكاز تسببت مجتمعة في عدة متاعب لفريقنا الوطني خلال الشوط الأول ونجح المنافس في تهديد المرمى عن طريق سليماني وكذلك محترف فالنس «فغولي» الذي توغل من الجهة اليسرى لدفاع المنتخب الوطني وتسبب في حصول عبد النور على بطاقة صفراء في الدقيقة 13.
كرة على العارضة
محاولات الجزائر خلال الشوط الأول تصدى لها ببراعة الحارس معز بن شريفية بما أن رفاقه في الدفاع كانوا خارج الموضوع وقد ساعدته في ذلك العارضة التي تعاطفت معه وتصدت لرأسية لاعب بولزداد سليماني في الدقيقة 29.
ماذا أصاب جمعة؟
اضطر سامي الطرابلسي إلى تغيير عصام جمعة في الدقيقة 16 من الشوط الأول بحمدي الحرباوي بعد التحام مع أحد مدافعي الجزائر ولا نعرف ماذا أصاب المهاجم التاريخي للمنتخب الوطني عصام جمعة علما أنها ليست المرة الأولى التي يغادر فيها تشكيلة الفريق في وقت مبكر جدا من اللقاء فقد حصل الأمر في السابق أثناء مباراة السيراليوني عندما غادر تشكيلة «نسور قرطاج» منذ الدقيقة التاسعة آنذاك؟
محاولة واحدة في شوط كامل
بما أن الطرابلسي لعب على «المضمون» واكتفى بالمراهنة على ورقة الدفاع فقد كانت محاولات أبنائنا محتشمة جدا خلال الشوط الأول واقتصر الأمر على فرصة واحدة سانحة للتسجيل شهدتها الدقيقة 43 عندما مرر المساكني الكرة باتجاه أفضل عنصر في المنتخب صابر خليفة الذي انطلق بالسرعة القصوى من الجهة اليمنى وصوب بقوة باتجاه مرمى الجزائر لكن الحارس رايس وهاب مبولحي كان في المكان المناسب وتصدى ببراعة لتسديدة خليفة.
بين مصباح والعيفة وشمام
لئن ساند المدافع اليساري المحترف في صفوف جمعية ميلان جمال مصباح الخط الأمامي للجزائر فإن ظهيري منتخبنا الوطني بلال العيفة وخليل شمام بقيا في إجازة في لقاء الأمس وذلك بقرار من الطرابلسي وأيضا في ظل الأداء الباهت الذي ظهر به هذا الثنائي.
أين خبرة السنوات؟
التحق الطرابلسي بتدريب المنتخب منذ مارس 2011 وخاض معه أكثر من 26 مقابلة (بين ودية ورسمية) وعول في لقاء الأمس على خدمات لاعبين من أصحاب الخبرة مثل التراوي وجمعة والمولهي والهيشري وعبد النور.. وذلك على عكس الجزائر التي اعتمدت على تشكيلة حديثة العهد ومع ذلك فإن منتخبنا لم يستفد مطلقا من عنصر الخبرة التي بحوزته بل ان عناصره ارتكبت عدة أخطاء وتحصلت على أكثر من انذار (عبد النور الحرباوي).
المهارات الفردية تنقذ الطرابلسي
مرة أخرى تخدم المهارات الفردية المنتخب الوطني وتنقذه من عثرة محققة أمام الجزائر والبداية كانت بإقحام الدراجي الذي منح تمريرة حاسمة للحرباوي في الدقيقة 75 ولكن هذا الأخير أهدرها بطريقة غريبة بعد أن انفرد بحارس الجزائر لذلك تحرك يوسف المساكني وعوّل على مهاراته لمنح تونس انتصارا ثمينا على الجزائر بهدف لصفر وذلك بعد تصويبة قوية من مسافة بعيدة في الدقيقة 90.
تشكيلة المنتخب
بن شريفية شمام العيفة الهيشري عبد النور التراوي (الدراجي) المولهي الهمامي جمعة (الحرباوي) (بن يوسف) خليفة المساكني.