جون كيري وزير الخارجية الأمريكي الجديد مقتنع بدور روسيا في حل الأزمة السورية وكذلك بحل الدولتين للقضية الفلسطينية. وعشية تسلمه مهامه وجه كيري جملة من «رسائل التعاون» خاصة روسيا التي اكد على اهمية دورها في حل الازمة السورية.يعرف جون كيري، الذي أصبح بدءا من الأمس وزيرا للخارجية الأمريكية، بأنه أكثر المسؤولين الأمريكيين زيارة في السنوات الأخيرة لسوريا التي اجتمع فيها إلى الأسد ست مرات، وخارجها دافع عنه مرارا. أما بعد انتفاضة السوريين على نظامه فقد طالبه بالرحيل.
متدين
ومع أنه مولود قبل 69 سنة في مدينة أورورا بولاية كولورادو، إلا أنه يقيم ويعمل الآن في مدينة بوسطن، عاصمة ولاية ماساتشوستس التي كان عضوا عنها منذ 1985 في الكونغرس ورئيسا للجنة العلاقات الخارجية التي صادقت أمس الأول الخميس على تنصيبه وزيرا للخارجية خلفا لهيلاري كلينتون.
والزوجة الثانية والحالية لكيري تكبره بستة أعوام، وهي المليارديرة تريزا هاينز التي تقدر ثروتها ، بمئات الملايين من الدولارات أما هو فثروته بعشرات الملايين أيضا، لذلك يصفونه بأغنى وأقدم عضو في الكونغرس الأمريكي.
مع أنه ماسوني شهير وكاثوليكي أشهر، إلا أن وزير الخارجية الأمريكي الجديد متميز دينيا عمن سبقوه بأنه واحد من الأمريكيين المقتنعين بأهم ما ورد في القرآن، طبقا لما قال هو نفسه عن الكتاب الكريم. وهو متدين، على صدره صليب لا يفارقه، ومن عنقه تتدلى ميدالية ممهورة برسم لقديس قضى قتيلا. كما أنه مدمن كبعض المسلمين على استخدام السبحة، المعروفة شعبيا بالمسبحة.
وأكثر ما يشتهر به كيري هو تدينه وميله للروحانيات، ومطالعاته الواسعة في الشؤون الدينية، وهو يحمل كتاب الصلاة المسيحية وشروحاته أينما سافر، حتى حين يخرج من البيت، وهو يستخدم مسبحة للصلاة.
كما يعرف عن كيري، الحاصل على اجازة بالعلوم السياسية في 1966 من جامعة «ييل» الأمريكية، ودكتوراه بالقانون في 1976 من جامعة «بوسطن»، اطلاعه الواسع على القرآن، وله تصريح قال فيه إنه فكر بأن يترهبن ويصبح قسيسا، وإنه كان متدينا جدا حين كان طالبا في سويسرا، «حيث كنت أمضي الوقت الطويل بالصلاة»، حسب ما قال في مقابلة مهمة وكبيرة.
تعاون روسي
في هذه الاثناء أكد السيناتور الأمريكي «جون كيري» أن واشنطن تحتاج إلى التعاون مع روسيا في الشأن السوري، مشددًا على أهمية تحسين العلاقات مع موسكو. وفي جلسة الاستماع في الكونغرس أمس الاول قال: «آمل أننا سنتمكن من إعادة علاقاتنا مع روسيا إلى المستوى الملائم، سأكون مرائيا وساذجًا إذا لم أعترف أمام زملائي هنا بأن تراجعًا ما حصل في علاقاتنا مع روسيا خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد القرار الروسي بشأن تبني الأطفال».
وواصل: «أريد أن أفهم ما إذا كان هناك أي طريق للتعاون (مع روسيا)، إننا بحاجة إلى دعمهم وتعاونهم بشأن سوريا . أريد أن أقول أيضًا إن روسيا قد ساعدتنا في عدد من القضايا المهمة بالنسبة إلينا ، لا ينبغي إهمال ذلك . إنهم قد تعاونوا معنا في مجال اتفاقية «ستارت»، وفي إطارة لجنة «5+1» (المختصة بالتفاوض مع إيران) حيث لا يزالون متعاونين معنا». واعترف كيري، بأن الرد الروسي السلبي على بعض الخطوات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية مؤخرا كان متوقعا ، «لأن الروس قد حذرونا من أنه إذا عملنا كذا وكذا، فسيردون عليه».
من جهة اخرى حذر كيري من فشل حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس إقامة دولتين ووصفه بأنه سيكون «كارثيا».وقال كيري ، إن «الباب المفتوح على حل ممكن يقوم على دولتين قد يتم اغلاقه على الجميع وهذا الأمر سيكون كارثيا». وأضاف كيري في الجلسة التي كشف فيها عن أولويات الديبلوماسية الأمريكية في الفترة المقبلة، يجب أن «نسعى لايجاد وسيلة للتقدم وهناك ما يدعوني الى الاعتقاد ان هناك طريقا للمضي قدما».