ذكرت مصادر أمنية مصرية رفيعة المستوى أن هناك مخططًا واضحًا لاشاعة الفوضى في مدن القناة خلال الوقت الراهن، مدفوعًا من جهات داخلية وخارجية بهدف تشويه سمعة قناة السويس دوليًّا. وقالت مصادر سياسية « ان دولة ما يقلقها مشروع تنمية محور قناة السويس تسعي بشتى الطرق لافشاله بتمول العنف في محافظات القناة الثلاث بهدف تشويه سمعة قناة السويس دوليًّا، واظهارها بالممر الملاحي غير الآمن الذي يحتاج الى حماية دولية».
مخطط جاهز مسبقا
وأرجع محللون تمركز العنف في تلك المحافظات بالذات بسبب محور قناة السويس الذي تم الاعلان عنه، والبدء فيه على أرض الواقع، وهو ما يؤرق امارة دبي بشكل كبير، حيث ان الاستقرار في منطقة القناة يعني التقدم في المشروع الذي سيفقد دبي أهميتها في المنطقة، وخصوصًا خدمة تمويل السفن، وهو ما بدا واضحًا في كلام مدير أمن السويس الذي قال «إنهم يريدون اعلان استقلال السويس».
جدير بالذكر أنه عقب صدور الحكم على 21 من متهمي أحداث بورسعيد بحوالي خمس دقائق تم الهجوم على سجن بورسعيد بأسلحة ثقيلة كالجيرينوف والهاون وال«آر بي جي» من مسجلين خطر، تم استئجارهم من بحيرة المنزلة.
ولاحظت المصادر أن المجموعات المسلحة كانت مجهزة بشكل جيد وجاهزة للتحرك منذ ما قبل المحاكمة أصلا. وكانت وحدات من الجيش المصري قد انتشرت بمدن قناة السويس وهي بورسعيد والاسماعيلية والسويس، قبل أن يصدر الرئيس المصري محمد مرسي قرارا بإعلان حالة الطوارئ وفرض حظر للتجول على خلفية حوادث عنف دامية تشهدها منذ أيام أسفرت عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى في مظاهرات تطالب باسقاط النظام.
القناة تحت الحماية
وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، ان «انتشار عناصر القوات المسلحة لبلاده بمدن قناة السويس يهدف فقط الى حماية المواطنين وضمان أمنهم والمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة»ومنها قناة السويس احدى أهم المنشآت العامة في مصر كلها.
من جهته قال الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس أن أعمال تأمين القناة تتم بالتنسيق الكامل مع جميع قوات تأمين المجرى الملاحي والقوات البحرية والقوات الجوية والجيشين الثاني والثالث الميدانيين وقوات حرس الحدود وفوج تأمين المجرى الملاحي. وقال في تصريحات صحفية بعد صعوده فوق أحد السفن المارة بالقناة والمتجه نحو المدخل الجنوبي على البحر الأحمر أن المجرى الملاحي للقناة في أعلى درجات التأمين في رسالة طمأنة جديدة للسفن العابرة ولخطوط الملاحة العالمية. وصعد الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس على احدى السفن العابرة للقناة والمتجهة جنوبا الى السويس، وهى سفينة الحاويات الهولندية «هامبورغ اكسبراس» وحمولتها 146.6 ألف طن قادمة من هولندا ومتجهه الى المملكة العربية السعودية ليؤكد على استقرار الأوضاع في القناة، وأن الملاحة تسير بشكل طبيعي. وأشاد مميش بدور القوات المسلحة ووزارة الداخلية في تأمين المجرى الملاحي ومنشآت الهيئة.
واعتبر خبراء عسكريون أن قرارات الرئيس المصري محمد مرسى بفرض حالة الطوارئ لمدة 30 يومًا في مدن القناة الثلاث بورسعيد والسويس والاسماعيلية، مؤكدين أن حساسية تلك المدن أجبرت الرئاسة على اتخاذ هذا القرار وذلك بالتنسيق مع القوات المسلحة لتنفيذ استراتيجيات جديدة، وحماية قناة السويس من عمليات التخريب المخطط لها.