في الوقت الذي يتخبط فيه السياسيون في صراعهم غير البريء على المناصب مترجمين بذلك عجزهم على تغليب مصلحة الوطن الى درجة فقدان ثقة الشعب بكافة شرائحه وترويج صورة قاتمة لتونس الثورة خارج الحدود، تطلّ علينا مرة أخرى رياضة كرة اليد لتضرب موعدا جديدا مع التاريخ وتصنع الحدث من خلال قرار الرابطة الفرنسية لكرة اليد ومن ورائها كافة العائلة الفرنسية لكرة اليد بإجراء كأس الأبطال الفرنسية في نسخها الثلاث المقبلة ببلادنا، أولها بوجوهرة الساحل سوسة في أعقاب السنة الجارية وثانيها بمدينة الياسمين الحمامات في ديسمبر 2014 وثالثها في العاصمة تونس في نهاية 2015. وقد تطلب هذا القرار تفكيرا وتمحيصا عميقا بعد زيارة تفقد للمنشآت الفندقية والرياضية ببلادنا ولكن أيضا بعد التحري في الاوضاع الامنية السائدة لأن التظاهرة سوف تستقطب في كل نسخة من نسخها الثلاث الآلاف من أنصار الفرق الاربعة والتي سوف يكون من بينها باري سان جرمان ومونبيليي وربما ايضا دانكارك ونانت اي الفرق الفرنسية الأكثر شعبية في كرة اليد والتي تزخر بالنجوم العالمية في هذه الرياضة وهو ما يعني ان الحدث سوف لن يكون رياضيا فحسب وانما له أبعاد سياحية واقتصادية وحتى سياسية ناهيك ان وقائع هذه التظاهرة يقع بثها عادة على المباشر من خلال القناة التلفزية الفرنسية +CANAL.
... باختصار شديد بعد ان شد منتخبنا الوطني لكرة اليد أنظار العالم في مونديال اسبانيا الاخير وخاصة من الألمان والفرنسيين والدانماركيين وبعد ان ضمنت كرة اليد التونسية سوقا تسويقية هامة في أوروبا، ها انها تنجح حيث فشل السياسيون والاقتصاديون والديبلوماسيون في اعادة الاعتبار لبلادنا في الخارج وكسب ثقة حلفائنا الاستراتيجيين من جديد لتكون قبلة على امتداد ثلاث سنوات لجمهور كرة اليد الفرنسية ومن خلاله مئات الآلاف من السواح الفرنسيين الذين سوف ينسجون قطعا على منوال جمهور كرة اليد لما تبعثه فيهم اقامة هذه التظاهرة في تونس من شعور كانوا قد فقدوه بالامن والطمأنينة..
وهكذا تكون كرة اليد دون اية حملة دعائية او معرض ترويجي يكلّف المليارات على خزينة الدولة، قد لعبت دور وزارات الخارجية والسياحة والاستثمار معا من خلال براعم حملوا لون تونس وذادوا عنه الى حد الاستبسال فتألقوا وجلبوا أنظار العالم. وبيت القصيد ان نسأل للمرة الألف متى تستيقظ الحكومة من سباتها وتقرّ بأحقية كرة اليد على المراهنة والاستثمار وتنزلها منزلة خاصة في سلّم أولوياتها لأنها ضامنة المردودية رياضيا وسياحيا واقتصاديا وحتى سياسيا.