زار وفد من جمعيّة «كلّنا تونس» مدينة تستور، وذلك ضمن برنامج خاص لدفع الاستثمار في قطاع الصناعات التقليديّة، مما أضفى حركيّة كبرى على المشهد اليومي المحلّي... الوفد ترأسته السيدة امنة منيف رئيسة الجمعية ويتكون من 50 منخرطا ومتعاونا وداعما لنشاط، وانطلقت التظاهرة منذ أيام وتتواصل إلى غاية 10 فيفري الجاري تحت عنوان «كلنا فن»،بمساهمة بلديّة تستور ، ودار الشباب إبن زيدون ومختلف الجمعيّات ذات الصّلة بالمنطقة وشارك قرابة 60 طفلا وشابا في الورشات التي اهتمت بالمعمار الأندلسي والإبداع الشبابي والفنون التشكيليّة، كالورشة التي نشّطها الفنّان التشكيلي» عبد العزيز عبد القادر».
وأرادت الجمعيّة ترسيخ مفهوم التسامح ونبذ العنف ومبدإ التشاركيّة في تحقيق التنمية المنشودة في المناطق الداخليّة خاصة التي لها مقومات الاستثمار في قطاعات ذات أولويّة وقادرة على تشجيع السّياحة الداخليّة من خلال الموروث التقليدي في مدينة تستور .
150 ألف دينار لمشروع المساندة ...
وأكدت آمنة منيف في حديثها عن هاته التظاهرة، بأنّ الكلفة الجمليّة لمشروع المساندة التي أعطيت إشارة انطلاقه تقدّر ب: 150 ألف دينار ، سيقع توزيعها على أشغال تهيئة الشارع الرئيسي للمدينة وذلك بالصيانة والتزويق عملا على إكسابه الإشراقة التي غابت عنه طويلا، كذلك وبمساهمة العديد من المهندسين المعماريين الذين أعدّوا التصاميم الهندسيّة ، سيقع التكفّل ببناء ورشة لصناعة «القرمود الأندلسي» الذي تشتهر به تستور لفائدة السيّد محمّد المنّاعي وهو آخر حرفي في هذا المجال، فضلا عن السعي إلى أن يكون هذا الأخير مشرفا على مجموعة من شباب المنطقة لتعليمهم فنون هذه الحرفة المهدّدة بالانقراض.والعمل على متابعة المشروع في جميع مراحله، من الإنتاج إلى التوزيع والترويج. كما تمّ تمويل مشاريع فرديّة وجماعيّة في اختصاص الطريزة والمنسوجات التقليديّة ،وصناعة « الجبن التستوري». وغيرها من المنتوج التقليدي. والعمل على جلب انتباه المهندسين المعماريين للاهتمام بالقرمود الأندلسي وإدماجه في تصاميمهم، وكذلك طلبة مدرسة «تكنولوجيا الديزاين» الذين سيصمّمون لافتة إشهاريّة لهذا الموروث المعماري التقليدي.
نبذ العنف
وأشارت محدّثتنا إلى أنّ الثقّافة هي وسيلة للتفكير حول المشروع المجتمعي، وهي فضاء للتعايش ووسيلة لإيجاد أطر محليّة لبعث مشاريع من خلال الموروث المحلّي لكافة جهات البلاد وتقدّمت بدعوة لكلّ مواطن تحمله الغيرة على وطنه إلى نبذ العنف الذي لا يتحقّق إلاّ بخلق آليات للتعايش وتحسين ظروف العيش، كما لم تخف السيّدة آمنة منيف أنّ تظاهرة «كلنا فنّ» بتستور لها طابع سياسي كذلك ، والذي يسمح للمواطنين من خلاله للتعايش مع الآخر في مشروع جماعي مهما كانت انتماءاتهم واعتبرت أنّ هذا المشروع نموذجيا يمكن نقله للعديد من المدن الأخرى مثل سليانة والكاف.