«القرمود» هو عبارة عن قطع من الطّين المحروق المشكّل لسطح يأخذ عدّة استخدامات وله ألوان مختلفة ويضفي على المنزل جمالا ويمنع تراكم الثّلوج على الأسطح . و«القرمود» له دور كبير في حماية المسكن وتستور من المدن التي يشهد معمارها، اهتماما وتشبّثا كبيرين بهذه المادة منذ سنوات عديدة. وهي حرفة مهددة الاندثار ما لم يقع التدخّل من أجل إنقاذها.
وذكر السيّد محمّد المناعي وهو آخر حرفي في هذا المجال أنّه وبعد مغادرته لمقاعد الدراسة، امتهن حرفة البناء لسنوات عديدة وكان يتردد على العديد من الحرفيين الذين زاولوا صناعة «القرمود»، فكان يجلس لساعات طويلة من أجل معاينة طريقة الصنع وأسرارها التي ظلّت حكرا على مالكيها القدامى من أصل أندلسي،ثمّ تملّكه حب ممارسة هذا النشاط الحرفي التقليدي. ليجد نفسه تلميذ على يد الإخوة «الطرابلسي».
وحدّثنا السيّد محمّد المنّاعي، كان التأثّر واضح على محيّاه ، قائلا انّ العديد كانوا يتاجرون بإسمه ويصطحبون الأفواج من المسؤولين وتلاميذ المدارس العليا للهندسة المعمارية لدراسة موروث أندلسي، وفي كلّ مرّة يقع وعده بمساعدته سيما وأنّه الوحيد الذي حافظ على هذه الحرفة، كما أنّ السيّد محمّد له ثلاثة أبناء يزاولون تعليمهم العالي وهو ربّ عائلة فقير الحال، يعمل ليلا نهارا ليجمع قوت عائلته من هذه الحرفة التي ليس لديه مورد رزق سواها،ووطالب بمساعدته بكلّ الطرق والوسائل المتاحة من أجل حماية هذه الحرفة وتوفير أفضل الظروف الإداريّة والماليّة في شكل مساعدات أو قروض تضمن له العيش بكرامة ، ومساعدة أبنائه الذين يعدّوا من النجباء والمتميّزين في دراستهم، وما يرافق ذلك من مصاريف طائلة.
وقد أضاف أنّه وبالرغم من ظروفه الماديّة الصعبة وعدم قدرته على توفير منتوج يفي بتغطية مصاريفه العائليّة ، فإنّ أمله كبير في جميع المسؤولين المحلّيين والجهويين من أجل مساندته ماديا في المحافظة على الموروث الأندلسي الذي أصبح مهدّدا بالاندثار.